البورصة كائن حيّ كما سائر الكائنات

البورصة كائن حيّ كما سائر الكائنات –  8.03.2004
 
نعم إن المحلل التقني هو عالم النفس في عالم البورصة الشاسع  ، وستبقى له هذه الاهمية ، طالما ان العاملين في السوق بشر كما غيرهم في ميادين الحياة الاخرى . إن تصرفاتهم واحدة . تروح وتجيء . تموت لتحيا . وهي أبدا في حركة دائرية لا تنتهي .
والبورصة ، ما البورصة ؟ إن هي إلا كائنا حيّا كما كلّ الكائنات .
 
وإن نحن سلّمنا بصوابية ما تقدّم من تحليل ، ومن شرح ، ومن استنتاج ، واستقراء ؛ فلا بد من القبول إذن بأنّ الاشكال التي نراها اليوم تتشكل امامنا على الشاشة وتؤلف مجتمعة ما نسميه الرسم البياني او الشارت ، ان هي الا استرجاعا لاشكال مشابهة سبق وعايشنا ظهورها في مناسبات سابقة . وان هي الا ترجمة لردات فعل نفسية وشعورية ، تنتج الان عن حالة تعيشها تلك الكتلة البشرية الهائلة التي نسميها بورصيين ، أو متعاملي البورصة . حالة ، حصل لها ايضا ان عاشتها فيما سبق ، ونتجت عنها رسوم واشكال هي نفسها تتردد اليوم .  
ولكن !
كيف يمكننا الإفادة من كل ما تقدم ؟
كيف يمكننا الولوج الى المرحلة القادمة ، فنحوّل النظرية الى تطبيق ، والعلم الى تعامل نشط وناجح ، ينتج عنه ربحا في صورة مال يزيد الحساب ولا ينقصه ؟
كيف يمكننا تحويل امتلاكنا رموز علم التحليل التقني  وإقرارنا بصوابيته ، إلى ربح ملموس ينتج عن صفقات حبلى باسرار العلم ، وثملى بانوار نهاره ؟
وما تراه يكون هذا التحليل التقني ؟
ولماذا تراه يصح أن يكون مادة بحث وركيزة مخططات ؟
كلّ هذا سيأتي البحث الى خفاياه إن قدّر الله له ان يكون .
الحليل التقنيّ هذا لا قيمة له البتة ان كان هدفا . لا بدّ له ان يكون وسيلة لهدف . لا بدّ من ربح يتحقق بواسطته .
والربح المزعوم هذا ، كيف له أن يتحقق ؟ من اشترى عملة ، لا سبيل له الى الربح إلا إن ارتفعت هذه العملة . ومن باع عملة ، لا سبيل له الى الربح إلا ان انخفضت قيمة هذه العملة . وكذلك القول عن سلعة ما ، او سهم ما .
والشرط لتحقيق الربح ان ارتفعت العملة اوان ارتفع السهم ، ان يكون الارتفاع منتظما في ” ترند ” تصاعدي او تنازلي ، لتنتظم بذلك عملية الشراء والبيع في نقاط حساسة من هذا الترند ، نقاط يسميها المتعامل مفاتيح ، وهي وحدها تملك سرّ اللعبة بكاملها .
أما ان كان الارتفاع أو الانخفاض ناجما عن حركات فوضوية ، طيّارة ، مترددة ، متوترة ؛ فهي تكون تحركات خطيرة لا ينتج عنها ربح ، الا وكان وليد الصدفة لا غير .
والترند هذا ، ساحر جمهور البورصة وسالب عقولهم ؛ الكل يترقب  قدومه ترقب العاشق للمعشوق ، الكلّ يتطلع اليه تطلع أمل وصل حدّ الولع في شدته ، ورغبة ثارت لتتاخم الشهوة في عنفها. 
والترند هذا ، مضت الأيام التي كان يُظنّ فيها إنه وليد الصدفة فقط . وبتنا اليوم نعيش عصرا وضعت فيه الاصول لكل علم ، والقواعد لكل فنّ ، والحدود لكلّ مبدأ . بتنا نعيش عصرا تأكد فيه إن الترند هذا يمكن تحديده ، واستباق حصوله ، والاستفادة من جريه ، تصاعديا كان أم تراجعيا ؛ إنطلاقا من نقطة ما ، بها قوة دفع  ما ؛ وصولا الى هدف ما ، به قوة جذب ما . وكل من شاء ان يأخذ حصة من ربح ، لا بد له من عبور محطات ثلاث وصولا الى الهدف :
1 –  تحديد بداية الترند ، في وقت مبكر بقدر ما تسمح به العوامل المتحكمة ببدايته .
2 –  ان يبقى متواجدا فيه ، بقدر ما تسمح به العوامل المتحكمة باستمراريته .
3 – ان يتعرف الى نهاية الترند وبداية تصحيح معاكس ، فيسارع الى جني ربحه بالسرعة التي تسمح بها العوامل الموحية بنهايته .
هنا تكمن قوة التحليل التقني ، والسرّ الذي امتلكه الكثيرون ممن سبروا أغواره ،  وتمنى الكثيرون  من الواردين على هذه التجارة امتلاكه .
مساعدتهم على ذلك ، نعدهم بها . خطوة بخطوة ، إن شاء الله وأعان .