الاقتصاد الأميركي يقترب من “دوامة الموت”!

انضم المستثمر الملياردير راي داليو إلى قائمة المليارديرات الذين يقرعون جرس الإنذار بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي، محذراً من أن الولايات المتحدة تقترب من نقطة اللاعودة في أزمة ديون قد تهدد استقرار أكبر اقتصاد في العالم.

وفي كتابه الجديد “كيف تفلس الدول: الدورة الكبرى”، الصادر الثلاثاء، كتب داليو أن خطر حدوث أزمة ديون وشيكة لا يزال منخفضاً، لكنه مرتفع للغاية على المدى الطويل، مشيراً إلى أن الوضع المالي الأميركي يسير نحو “دوامة موت” قد تُفقد الحكومة السيطرة على أدواتها الاقتصادية.

ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه المخاوف في وول ستريت من تداعيات سياسات الرئيس السابق دونالد ترمب، لا سيما قانون الضرائب الذي أقرّه، والذي أدى إلى تفاقم العجز دون تقليص الإنفاق العام، ما زاد من تقلبات سوق السندات – الركيزة الأساسية للاقتصادين الأميركي والعالمي، بحسب ما ذكرته شبكة “CNN”، واطلعت عليه “العربية Business”.

 

قفزت عوائد السندات الحكومية لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2023 في مايو الماضي، في إشارة إلى تراجع ثقة المستثمرين الذين باتوا يطالبون بعوائد أعلى مقابل ما يرونه مخاطرة متزايدة في إقراض الحكومة الأميركية.

ويحذر داليو من أن استمرار هذا المسار قد يؤدي إلى تآكل قدرة الدولة على تمويل الخدمات الأساسية، ما يترك اقتصاداً هشاً لا يخدم مواطنيه ويثير قلق المستثمرين العالميين.

ويقول داليو: “رغم أن هذا السيناريو تكرر عبر التاريخ، إلا أن صناع السياسات والمستثمرين يعتقدون أن نظامهم الحالي محصن من التغيير… لكن التغيير يحدث فجأة، بعد أن كان غير قابل للتصور”.

ويشرح داليو مفهوم “دوامة الموت” قائلاً إنها تبدأ عندما تضطر الحكومة إلى إصدار المزيد من السندات لسداد ديونها، لكنها تواجه طلباً أقل، ما يدفعها إلى رفع الفائدة، وهو ما يزيد من عبء الدين ويقلل من قدرة الدولة على الإنفاق.

وفي ظل ارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي من 104% في 2017 إلى 123% في 2024، يرى خبراء أن الوضع بات غير مسبوق خارج فترات الركود الكبرى.

ويأتي تحذير داليو بعد أيام من تصريح الرئيس التنفيذي لـ”جي بي مورغان”، جيمي ديمون، الذي قال إن “شرخاً” في سوق السندات “قادم لا محالة”.

ويشبه داليو الوضع قائلاً: “نحن على متن قارب يتجه نحو الصخور… الجميع متفق على ضرورة تغيير الاتجاه، لكن لا أحد يتفق على كيفية ذلك”.