كانت البتكوين قادرة على تحقيق أداء ممتاز في العام الفائت 2023 مع ارتفاعها بأكثر من 150% أفضل أداء منذ عام 2020.
وجاءت مكاسب العملة المشفرة بعد خسائر بنسبة 63% في 2022 ومكاسب بنحو 60% في 2021، وعقب مكاسب قياسية في 2020 بنسبة 304%.
نعتقد بأن الزخم في البتكوين سيبقى موجوداً بقوة حتى لو أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية SEC رفضت الطلبات المقدمة لتداول صناديق البتكوين المباشرة BTC-ETF .. لكن السؤال لماذا ذلك وكيف تم بناء هذه القناعة؟
هذا القرار المرتقب لن يغير من أساسيات البتكوين فنياً وتقنياً، كذلك لن يبدل من القناعات والرهانات الايجابية للمتداولين في المدى المتوسط والبعيد.
مايمكن أن يفعله قرار هيئة البورصات الأميريكية في حال الموافقة أنه سيوسع من قاعدة التبني العالمي للبتكوين، ويمهد الطريق أكثر للوصول إلى المزيد من الأصول الرقمية المشفرة وإتاحتها أكثر عالمياً.
أما في حالة عدم الموافقة سيترك ذلك تأثيراً سلبياً قصير الأجل على معنويات الأسواق وليس على البتكوين بحد ذاتها.
وهنا لابد من الإشارة إلى نقطة غاية في الأهمية وهي أن هيئة البورصات الأميركية قررت اتخاذ هكذا خطوة لتشريع التداول في البتكوين وصناديقها بتأثير من التطور الهائل في هذه التقنية المتقدمة مالياً والتي يمكن أن تخلق قيمة عالية جداً في الصناعة المالية ككل.
كما أن هناك ملايين المتداولين أصلاً يعتمدون على بورصات مختلفة ومنصات تكنولوجيا متقدمة في تداولاتهم الحالية قبل حتى سنوات من الإجراء الحالي للهيئة الأميركية، ولذلك لايمكن لهذا المشرّع الأميركي تجاهل حقيقة أن الاتجاه العام كان وسيبقى قوياً وتم وسيستمر تبنيه بأسرع من قدرة المشرّعين على اللحاق به، دون تجاهل حقيقة بالغة الأهمية وهي البراغماتية الاستثمارية عند المؤسسات الكبرى التي تعرف أن موافقة الهيئة الأميركية سيكون في صالح جعل تداول الأصول المشفرة أكثر عدالة تقنياً، وقدرة أكبر قانونياً على ضمان جودة هذه الأصول.
وبالمناسبة فإن رفض الهيئة الأميركية في حال حدوثه لن يوقف التداول في البتكوين بل سيجعل الملايين من المتداولين ومن صنّاع التكنولوجيا في حالة بحث دائمة عن بدائل.
ملاحظة أولى: التقسيم القادم في البتكوين halving سيكون متوقعاً بحلول شهر أبريل نيسان القادم
ملاحظة ثانية: قرار الهيئة الأميركية متوقع أن يكون الأسبوع الجاري بحلول 10 يناير كانون الثاني
مازن سلهب