ارتفاع النفط بعد تغلب تخفيضات أوبك+ على مخاوف بشأن الطلب في الصين وأمريكا

ارتفعت أسعار النفط قليلا يوم الأربعاء بعدما تغلبت المؤشرات على شح الإمدادات في ظل تخفيضات إنتاجية من جانب منتجين كبار على المخاوف المتعلقة بنمو الطلب في الصين والولايات المتحدة، أكبر مستهلكين للخام في العالم.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 77 سنتا، أو 0.94 بالمئة، إلى 82.81 دولار للبرميل بحلول الساعة 1351 بتوقيت جرينتش بعد تراجعها في الجلسات الأربع السابقة. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.09 دولار، أو 1.39 بالمئة، إلى 79.24 دولار للبرميل بعد انخفاضها في اليومين السابقين.

وتلقت أسعار النفط دعما من إعلان تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها يوم الأحد عن تمديد تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية الربع الثاني.

وأدى التمديد إلى بعض الشح في المعروض، خاصة في الأسواق الآسيوية، إلى جانب تعطل تحركات ناقلات النفط نتيجة لهجمات البحر الأحمر التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية.

واتضحت علامات شح المعروض عندما أعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، يوم الأربعاء عن ارتفاع طفيف في أسعار مبيعات النفط الخام لشهر أبريل نيسان إلى آسيا، أكبر سوق لها.

ويفتقر معدل النمو الاقتصادي المستهدف في الصين لعام 2024 بنحو خمسة بالمئة إلى خطط تحفيز كبيرة لدعم اقتصاد البلاد المتعثر مما زاد المخاوف من أن نمو الطلب في الصين قد يتأخر هذا العام. وأعلنت بكين هذا الهدف يوم الثلاثاء.

وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى آي.جي في سيدني “أرادت السوق مزيدا من التفاصيل حول الكيفية التي تعتزم بها الصين تحقيق هدف النمو البالغ خمسة بالمئة لعام 2024، وكانت تأمل على وجه التحديد في رؤية المزيد من التوسع المالي للمساعدة في تحقيق هدف النمو”.

وأضاف سيكامور أن الأسواق تتطلع إلى شهادة السياسة النقدية نصف السنوية لجيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أمام الكونجرس يوم الأربعاء ويوم الخميس وبيانات التوظيف الأمريكية يوم الجمعة.

وفي تصريحات أُعدت للكونجرس يوم الأربعاء، قال باول إن بنك الاحتياطي الاتحادي لا يزال يتوقع خفض سعر الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، رغم أن صناع السياسة ما زالوا بحاجة إلى “ثقة أكبر” في استمرار انخفاض التضخم قبل التخفيض.

ويرى مستثمرون أن إشارات الخفض من الاحتياطي الاتحادي إيجابية بالنسبة للاقتصاد والطلب على النفط.

ومن المتوقع أن تظهر بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة زيادة قدرها 200 ألف وظيفة في فبراير شباط بعد ارتفاعها 353 ألف وظيفة في يناير كانون الثاني، وفقا لمسح أجرته رويترز.

ومن ناحية أخرى، وصلت محادثات وقف إطلاق النار في غزة إلى طريق مسدود يوم الأربعاء، ما أثار حالة من عدم اليقين والقلق من اتساع الصراع في الشرق الأوسط، أحد المناطق الرئيسية لإنتاج النفط في العالم.

وقالت مصادر في السوق إن التقرير الأول من تقريري المخزونات الأمريكية هذا الأسبوع، الصادر عن معهد البترول الأمريكي، أظهر ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 423 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من مارس آذار، وهو أقل بكثير من الزيادة التي توقعها محللون في استطلاع أجرته رويترز والبالغة 2.1 مليون برميل.

وأظهرت بيانات معهد البترول أن مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 2.8 مليون برميل وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.8 مليون برميل.

ومن المقرر صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء الساعة 1530 بتوقيت جرينتش. وإذا أعلنت إدارة معلومات الطاقة عن زيادة في مخزون النفط الخام، فسيكون هذا هو الأسبوع السادس على التوالي الذي ترتفع فيه مخزونات النفط في البلاد.