أوضح تقرير للمجلس العالمي للذهب أن البنوك المركزية في الأسواق الناشئة تعتزم زيادة احتياطيها من الذهب هذا العام مقارنة بالبنوك المركزية التابعة للدول المتقدمة اقتصادياً، وكشف التقرير عن أن نحو 40 في المئة من البنوك المركزية التابعة لدولٍ نامية والأسواق الناشئة تعتزم زيادة احتياطيها من الذهب في الفترة المقبلة بينما لم يعرب سوى نحو 13 في المئة من البنوك المركزية في الدول المتقدمة عن زيادة الاحتياطيات من المعدن الثمين.
لم يوضح التقرير حجم احتياطي البنوك المركزية من الذهب ولم يسم الدول محل الدراسة، ولكن قراءة ثنايا التقرير تظهر قلقاً ملحوظاً لدى الدول النامية وخوفها من التوترات العالمية التي قد تعصف باقتصادها وتعرضها لأزمة جديدة مشابهة لما عاشته في عام 2018.
وأظهر التقرير قلق البنوك المركزية في دول الأسواق الناشئة من «تأثير الأحداث الجيوسياسية وعدم الاستقرار المالي المحتمل في العالم» على احتياطياتهم وإدارتها وقراراتهم والاعتماد على الذهب كوسيلة لإدارة هذه المخاطر.
وأضاف التقرير أن البنوك المركزية تعرب عن قدر أقل من الثقة في تفوق الدولار الأميركي بشكل مستدام.
وكشفت 75 في المئة من البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة أن مخزون الذهب بين احتياطياتها أعلى هذا العام عن قبل خمس سنوات وهذه النسبة تشكل تراجعاً مقارنة بالعام الماضي إذ كانت النسبة في عام 2023 تصل إلى 92 في المئة. ولكن المفاجأة جاءت من بيانات الدول النامية والأسواق الناشئة إذ ارتفعت نسبة مخزون الذهب لدى بنوكها المركزية عما قبل خمس سنوات، فبحسب التقرير الارتفاع جاء بنسبة 8 في المئة هذا العام ليسجل 87 في المئة مقابل 80 في المئة عام 2023.
وأوضح التقرير أن 88 من البنوك المركزية محل الاستبانة تعتبر الحفاظ على قيمة الاحتياطي والتحوط من التضخم عاملاً أساسياً في اتخاذ قرار حيازة الذهب ضمن احتياطياتها، واعتبرت 82 في المئة من البنوك المركزية محل الدراسة أداء الذهب في فترات الأزمات سبباً ثانياً لحيازة الذهب، بينما اعتبرت البنوك المركزية سياسة مكافحة الدولرة عاملاً غير مؤثر على قرارات تشكل الاحتياطيات الوطنية.
بحسب تقرير سابق للمجلس العالمي للذهب فإن البنوك المركزية تمتلك نحو 17 في المئة من مجموع الذهب الذي تم استخراجه من المناجم بما يقدر بـ36699 طناً مترياً، ويحتل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المرتبة الأولى عالمياً بأكثر من 8000 طن متري بينما الصين التي أحدثت زخماً كبيراً بسبب زيادة احتياطات بنكها المركزي من الذهب طوال ما يقرب من عامين لم تحل إلا المرتبة السادسة بمخزون يبلغ 2262 طناً مترياً.
التقرير مبني على استبانة أرسلها المجلس العالمي للذهب إلى 70 بنكاً مركزياً حول العالم، 24 بنكاً منها من الاقتصادات المتقدمة و46 بنكاً مركزياً منها في الدول النامية والأسواق الناشئة، وأجريت الاستبانة بين فبراير شباط الماضي وأبريل نيسان، ما يعني أنه تم قبل إعلان بنك الشعب الصيني (البنك المركزي في الصين) التوقف عن زيادة نصيب الذهب في الاحتياطي.
وشهد سعر الذهب موجة صعود كبيرة بدأت مع اندلاع الصراع في أوكرانيا في ربيع عام 2022، وبلغت ذروتها في الأشهر الستة الماضية حينما سجلت الأوقية أعلى سعر على الإطلاق في أبريل نيسان الماضي وبلغ 2426 دولاراً أميركياً، ويتنبأ بعض المراقبين الأكثر تفاؤلاً أن يصل سعر الأوقية إلى 3000 دولار بحلول نهاية العام، ولكن عتبة 2500 دولار كانت تبدو أكثر منطقية قبل قرار المركزي الصيني بوقف زيادة الاحتياطي من الذهب.
كريم حسام الدين