دفعت الأسهم اليابانية أسواق آسيا للانخفاض بعد المكاسب التي حققتها أسواق “وول ستريت”، حيث أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيخفض أسعار الفائدة قريباً.
انخفض مؤشر للأسهم في المنطقة، اليوم الخميس. وتراجعت الأسهم اليابانية بسبب قوة الين، وانخفضت بنسبة تزيد عن 3% بقيادة الأسهم العقارية. وارتفعت الأسهم في أستراليا، وكوريا الجنوبية بينما تقلبت الأسهم الصينية. ارتفعت عقود مؤشري “إس آند بي 500″، و”ناسداك 100” لمضاعفة التقدم الذي حققته أمس الأربعاء، والذي أشعله ارتفاع أسهم التكنولوجيا.
كانت مكاسب الأسهم الأميركية مدفوعة بإشارات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة بعد أن ترك تكاليف الاقتراض دون تغيير في اجتماعه أمس. يذكر أن البنك عدل صيغة خطابه ليشير إلى تركيزه على المخاطر المتعلقة بما يسمى “التفويض المزدوج” الذي يشمل كل من البطالة والتضخم، بدلاً من الصياغة السابقة التي ركزت فقط على التضخم. وفي مؤتمر صحفي، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن هناك إمكانية لتخفيض أسعار الفائدة “في أقرب وقت ممكن” في سبتمبر.
وقال تشاماث دي سيلفا، رئيس الدخل الثابت في شركة “بيتاشيرز” (Betashares Holdings) في سيدني إن “مزيجاً من الضعف الواسع النطاق للدولار الأميركي وقوة الأسهم بقيادة شركات أشباه الموصلات يجب أن يكون أمراً إيجابياً للأسواق الآسيوية”. وأضاف أن الانخفاضات في اليابان تعكس “الرياح المعاكسة على المدى القريب من قوة الين في دورة التيسير الفيدرالية، لكنني متفاءل إلى حد ما بشأن الأسهم اليابانية على المدى الطويل”.
تحركات الين الياباني
شهد مؤشر قوة الدولار أسوأ يوم له منذ مايو، أمس الأربعاء، مما دعم ارتفاع الأسواق الناشئة والعملات الآسيوية باستثناء الين، الذي ارتفع مقابل العملة الأميركية.
وواصلت العملة اليابانية مكاسبها في وقت مبكر من اليوم الخميس، بعد انخفاضها إلى ما دون 150 مقابل الدولار أمس، وهو مستوى لم تشهده منذ مارس، بعد أن رفع بنك اليابان أسعار الفائدة وأعلن عن خطط لخفض مشتريات السندات.
قال تومو كينوشيتا، استراتيجي السوق العالمية في شركة “إنفيسكو” لإدارة الأصول في اليابان: “أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي أخيراً إلى أن خفض أسعار الفائدة من المرجح أن يحدث قريباً، وهو الأمر الذي انتظرته الأسواق الآسيوية لفترة طويلة”. وأضاف: “من المرجح أن ترتفع معظم العملات الآسيوية مقابل الدولار الأميركي على المدى القصير”.
واستقر الجنيه الإسترليني قبل قرار بنك إنجلترا بشأن سعر الفائدة المقرر في وقت لاحق اليوم. ومن المتوقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وفقا لتوقعات الخبراء الذين استطلعت “بلومبرغ” آرائهم، وهو ما سيكون أول خفض منذ بداية الوباء.
انخفضت سندات الخزانة في التعاملات الآسيوية المبكرة لتخفف جزئياً من ارتفاع أمس. وانخفض العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 11 نقطة أساس أمس ليصل إلى 4.03%، وهو مستوى لم يشهده منذ فبراير. وتعكس عائدات الديون الأميركية أيضاً التقارير التي تفيد بأن إيران أمرت بالانتقام من إسرائيل لمقتل أحد قادة حماس على أراضيها. وانخفضت عوائد أستراليا ونيوزيلندا في وقت مبكر من اليوم لتتبع مكاسب سندات الخزانة في الجلسة السابقة.
في سوق السلع، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط في وقت مبكر التعاملات ليضاعف تقدمه بنسبة 4.3% أمس، وهي أكبر قفزة يومية منذ أكثر من عامين. واستقر الذهب بعد صعوده يوم الأربعاء.
خفض الفائدة
تؤدي التغييرات في بيان بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى ترسيخ التحول في اللهجة بين العديد من صناع السياسات، بما في ذلك “باول”، الذين يدركون المخاطر المتزايدة على سوق العمل. ومن المرجح أيضاً، أن يعزز ذلك التوقعات بين الاقتصاديين والمستثمرين بخفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي يومي 17 و18 سبتمبر.
وقال بيتر بوكفار، من “ذا بووك ريبورت” (the Boock Report) إن “باول يريد أن يقول اليوم: دعونا نفعل ذلك، لكنه في الوقت نفسه يعلم أنه ليس مضطراً إلى الالتزام، قبل أن يحصل على المزيد من الوقت والبيانات”.
ونظراً لأن الأسواق كانت مُسعرة بالكامل بالفعل لحدوث خفض للفائدة في سبتمبر، لم يغير بيان بنك الاحتياطي الفيدرالي ولا تصريحات “باول” بشكل كبير مسار سعر الفائدة في سوق السندات، وفقًا لتيفاني وايلدينغ من شركة “باسيفيك إنفستمنتس مانجمنت” (Pacific Investment Management Co).
أظهرت مقايضات أسعار الفائدة، أن المتداولين يسعرون بشكل كامل تخفيضاً بربع نقطة مئوية في سبتمبر، ونحو 70 نقطة مئوية هذه السنة.
قال ديفيد راسل من “ترايد ستايشن” (TradeStation)، إن “البيانات تحركت في اتجاه باول، وهو الآن يستعد للمتابعة”. وأضاف: “بيانات الوظائف يوم الجمعة ومؤشر أسعار المستهلكين خلال أسبوعين هي النقاط الكبيرة التالية. إذا سارت الأمور على ما يرام، فيمكننا الحصول على رسائل أكثر وضوحاً من باول في جاكسون هول في أواخر أغسطس”.