انخفض الدولار بينما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية مع استعداد المتداولين لبيانات الوظائف الأميركية التي قد تحدد حجم خفض سعر الفائدة الفيدرالي هذا الشهر.
تباين أداء الأسهم الآسيوية قبل صدور أرقام الوظائف، مع توجه المؤشر الإقليمي نحو الانخفاض الأسبوعي. وانخفضت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية وسط تكهنات بأن المتداولين يقلصون بعض مراكزهم قبل صدور التقرير. فيما توقف تداول الأسهم في هونغ كونغ صباح اليوم بسبب إعصار.
قال كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة “بيبرستون” في ملبورن، إن هناك مخاطر محدودة للأحداث التي تدعو للقلق في آسيا “لذا مرة أخرى سيتم معرفة اتجاه الجلسة من خلال مزيد من التحديد المسبق قبل صدور بيانات الرواتب الأميركية”. وأضاف” “سيستخدم المتداولون الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات لمراجعة وإدارة المراكز والتعرضات والتقلبات المحتملة التي يمكن أن تحدث في الأسواق”.
ضغوط على الدولار الأميركي
لم تتغير عوائد سندات الخزانة كثيراً في آسيا بعد انخفاضها أمس الخميس، مما زاد الضغط الهبوطي على العملة الأميركية. وانخفض مؤشر “بلومبرغ” للدولار، متجها لليوم الثالث من الخسائر. وارتفع الين والعملات الآسيوية الناشئة مثل البيزو الفلبيني والرينغيت الماليزي.
ولا يزال المتداولون يسعرون أكثر من 100 نقطة أساس لتخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية هذا العام، مما يشير ضمناً إلى احتمال حدوث تخفيض كبير الحجم. وبالنظر إلى تركيز جيروم باول الأخير على سوق العمل، يقول الكثيرون إن تقرير الرواتب سيحدد ما إذا كان البنك المركزي سيخفض الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس هذا الشهر.
من المتوقع أن توقف هونغ كونغ التداول في سوق الأوراق المالية البالغة قيمتها 4.9 تريليون دولار لبقية اليوم، حيث أطلقت المدينة تحذيراً واسعاً من عاصفة بسبب إعصار “ياجي” القوي، الذي اجتاح المنطقة طوال الليل باتجاه جنوب الصين.
الصين تحت مجهر المستثمرين
في أماكن أخرى من آسيا، قد تواجه الصين ضوابط تصدير جديدة على التقنيات الحيوية من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. واتخذت واشنطن إجراءات صارمة ضد قدرة الصين على الوصول إلى التقنيات المتطورة اللازمة للذكاء الاصطناعي، بسبب مخاوف من أن الرقائق والمكونات المتقدمة يمكن أن تمنح بكين ميزة عسكرية.
ستراقب الأسواق أيضاً سوق السندات الصينية عن كثب، حيث يتم الآن بيع بعض الديون الحكومية التي اشتراها البنك المركزي مؤخراً في السوق الثانوية، وفقاً للمتداولين، وهي علامة محتملة على أن السلطات تتدخل مرة أخرى للحد من ارتفاع الديون.
أقر البرلمان التايلاندي ميزانية قدرها 3.75 تريليون بات (111 مليار دولار) تسمح لرئيس الوزراء المعين حديثاً، بيتونغتارن شيناواترا، بزيادة الإنفاق الحكومي لتسريع التعافي الاقتصادي في البلاد.
انخفاض مؤشرات الأسهم وانتعاش “إنفيديا”
انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.3% أمس الخميس. وارتفعت أسهم شركة “إنفيديا”، حيث قال محللو “بنك أوف أميركا” إن الانخفاض الأخير خلق فرصة شراء “معززة”. وقفزت أسهم شركة “تسلا” بعد الإعلان عن خطط إطلاق تقنية القيادة الذاتية في الصين وأوروبا. في الساعات المتأخرة، فيما تراجعت شركة “برادكوم” بسبب التوقعات الفاترة.
في الفترة التي سبقت صدور أرقام الرواتب الأميركية، كانت البيانات الاقتصادية مختلطة. وتوسعت الخدمات بوتيرة متواضعة، وأضافت الشركات أقل عدد من الوظائف منذ بداية عام 2021، بينما تأخرت مطالبات إعانات البطالة عن التقديرات.
من المتوقع أن يظهر تقرير الوظائف زيادة في الرواتب بنحو 165,000 وظيفة، وفقاً للتقديرات. ورغم أن هذا الرقم يفوق الزيادة المتواضعة التي بلغت 114,000 في يوليو، فإن متوسط النمو خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة سيهبط إلى ما يزيد قليلاً عن 150,000 – وهو الأدنى منذ بداية عام 2021. بعد صدور التقرير، من المقرر أن يدلي كل من رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، ومحافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، بتعليقاتهم.
تقرير الوظائف وتوقعات الفائدة
قال ستيف سوسنيك من شركة “إنتراكتيف بروكرز”: “الخطر في الأخبار السيئة حقاً هو أنه حتى لو كان بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعداً لزيادة الفائدة بقوة، فقد يكون الوقت قد فات لدرء الضعف الاقتصادي الحقيقي”. وأضاف: “لكن هناك قلق من أنه إذا كانت الأخبار جيدة جداً، فقد يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي متحفظاً بشأن خفض أسعار الفائدة بالسرعة التي تتوقعها السوق”.
في سياق منفصل، ارتفعت أسعار النفط اليوم مع تأجيل “أوبك+” زيادة إمدادات النفط لمدة شهرين. ومع ذلك، لم تكن هذه الخطوة كافية لتعويض الخسائر الحادة في أسعار النفط الخام وسط مخاوف بشأن الطلب الهش. أما الذهب فحافظ على مكاسبه مع استيعاب المتداولين لأحدث قراءات البيانات الأميركية.