استقرت أسعار النفط بعد أن أشعلت المخاوف المتصاعدة بقوة بشأن الطلب العالمي عمليات بيع سريعة وقوية دفعت خام برنت إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.
انخفض المعيار العالمي للنفط بنحو الخمس حتى الآن خلال هذا الربع بسبب مخاوف من أن يؤدي تباطؤ النمو في الولايات المتحدة والصين، المستهلكين الرئيسيين، إلى تقليص الاستهلاك في وقت يشهد إمدادات قوية وواسعة. تشير مقاييس السوق – بما في ذلك شكل منحنى العقود الآجلة بأكمله – إلى أن ظروف السوق أصبحت أقل ضيقاً بكثير مما كانت، مع تضاؤل الفارق بين سعري العرض والطلب.
أجبر تراجع النفط بالفعل “أوبك+” على تأجيل زيادة الإنتاج، مما أثار مخاوف المستثمرين من إمكانية ضخ البراميل الإضافية إلى السوق بنهاية عام 2025. ومن المقرر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية، غداً الخميس، توقعاتها الشهرية، بما في ذلك تقديرات للإمدادات والإنتاج العالمي.
مأزق الركود
ومع ذلك، فإن الركود سيكون بمثابة رياح داعمة لمحافظي البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أثناء معركتهم ضد التضخم، حيث من المتوقع أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل في ضوء تخفيف ضغوط الأسعار وعلامات ضعف سوق العمل. كما سيكون بمثابة منحة للدول التي تعتمد على واردات النفط الخام لتشغيل اقتصاداتها، مثل الصين واليابان.
عانى خام برنت – الذي كان أعلى بقليل من 69 دولاراً للبرميل في التعاملات الآسيوية – من جلسة مضطربة، أمس الثلاثاء، حيث انخفضت الأسعار بأكثر من 3% في موجة جديدة من ضغوط البيع بعد انخفاض حاد الأسبوع الماضي، وارتفعت الأسعار بشكل طفيف، اليوم الأربعاء، بعد أن قدر معهد البترول الأميركي انخفاض المخزونات التجارية الأميركية بنحو 2.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقا لأشخاص مطلعين على الأرقام. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية في وقت لاحق اليوم.
يتتبع التجار أيضا تقدم إعصار “فرانسين”، الذي من المتوقع أن يصل إلى اليابسة في لويزيانا في وقت لاحق من اليوم. ومع اتخاذ شركتي “شيفرون”، و”شل” الإجراءات اللازمة، قال المسؤولون الفيدراليون إن إجمالي كمية النفط المتوقفة تمثل ما يقرب من ربع إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك. بالإضافة إلى ذلك، قد تقع ثماني مصافي في مسار الإعصار.
تخمة السوق
كان المسؤولون التنفيذيون والمتداولون وصناديق التحوط الذين اجتمعوا في سنغافورة هذا الأسبوع لحضور مؤتمر النفط في منطقة آسيا والمحيط الهادئ متشائمين في الغالب بشأن آفاق النفط الخام. وقال دان سترويفن، محلل مجموعة “غولدمان ساكس”، إن البنك يتوقع أن تشهد السوق تخمة في نوفمبر أو أوائل ديسمبر.
وتقلص الفارق بين عقود برنت مختلفة الآجال إلى 38 سنتاً للبرميل في حالة “باكورديشن”. وعلى الرغم من أن هذا النمط لا يزال يعتبر إيجابياً، حيث يتم تداول السعر الأقرب آجلاً بعلاوة على العقد التالي، إلا أنه يقارن بفارق 92 سنتا قبل شهر.