أسعار النفط تسجل أقوى صعود منذ أسبوعين بسبب إعصار “فرانسين”

سجلت أسعار النفط أكبر ارتفاع منذ أسبوعين مع اجتياح إعصار فرانسين مناطق إنتاج النفط الرئيسية في خليج المكسيك الأميركي، مما دفع المتداولين إلى تغطية مراكزهم المراهنة على الهبوط.

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2% لتتم تسويته عند مستوى 67 دولاراً للبرميل، ماحياً معظم الهبوط الذي تكبده اليوم السابق. وصعد سعر خام برنت القياسي العالمي ليتجاوز 70 دولاراً للبرميل.

قال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في “بي أوه كيه فاينانشال سيكرويرتيز (BOK Financial Securities)، إن الارتفاع جاء مدفوعاً بتغطية مراكز البيع على المكشوف بعد أن دفعت العاصفة شركات النفط إلى وقف ما يقرب من 25% من إنتاج الخام في الخليج. قامت “إكسون موبيل” و”شل” وغيرها من شركات الحفر البحرية بإجلاء أطقم العمل وتعليق العمليات على المنصات المهددة بأمواج الإعصار القوية والرياح العاتية.

أشار كيسلر: “رغم ضعف الطلب العالمي، فإن الإمدادات الأميركية الحالية قد تتقلص أكثر إذا تسبب إعصار فرانسين في إغلاق الآبار لعدة أيام”.

العاصفة غطت على حصيلة الحكومة الأميركية التي أظهرت زيادة مفاجئة قدرها 833 ألف برميل في مخزونات الخام المحلية. وتوقعت مجموعة صناعية انخفاضاً قدره 2.79 مليون برميل، وكان مستخدمو بلومبرغ يتوقعون انخفاضاً قدره 700 ألف برميل.

مخاوف الطلب على النفط

فقدت أسعار النفط حوالي خمس قيمتها هذا الربع بسبب المخاوف من أن تباطؤ النمو في الولايات المتحدة والصين، المستهلكين الرئيسيين، سيضر بالطلب على الطاقة وسط إمدادات النفط القوية. تشير مؤشرات السوق -بما في ذلك شكل منحنى العقود الآجلة- إلى أن الظروف سرعان ما أصبحت أقل ضيقا بكثير، مع تحول بعد العقود إلى هيكل كونتانغو الهبوطي لفترة وجيزة.

اتخذ المضاربون، بقيادة عمليات البيع المكثفة من قبل مستشاري تداول السلع، أقل موقف مراهنا على الصعود على الإطلاق هذا الأسبوع، وحذر المتداولون من احتمال ارتفاع الأسعار مع تقليل مديري الأموال من الرهانات على هبوط الأسعار.

وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن يصل “فرانسين” إلى اليابسة في لويزيانا في وقت لاحق من يوم الأربعاء. وبالإضافة إلى إغلاق الآبار البحرية، يقع ما يصل إلى ثماني مصافي تكرير برية في المسار المحتمل للعاصفة.

ومع التراجع الأخير لأسعار النفط، توجه تحالف “أوبك+” إلى تأجيل زيادة الإنتاج، مما أثار مخاوف المستثمرين من إمكانية إضافة كميات الخام الإضافية إلى السوق قبيل 2025. وقالت وكالة الطاقة الدولية –التي ستصدر توقعات شهرية منقحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع– في أغسطس إن الأسواق قد تشهد زيادة بالمخزونات العام المقبل حتى لو ألغى التحالف زيادة الإنتاج.

قال ماكس لايتون، رئيس أبحاث السلع في “سيتي غروب”، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: “لقد اقتربنا مما يبدو أنه قناعة عالية بحدوث فائض في العام المقبل. السوق تقترب من فترة حرجة حقاً”.