الأسواق حاليا ترجح تيسير السياسة النقدية الأميركية بمقدار 50 نقطة أساس
وتشير العقود المستقبلية المرتبطة بقرار الفيدرالي الان إلى احتمال بنسبة 58% لخفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة، مقارنةً باحتمال 50% يوم الجمعة الماضي
هبط الدولار إلى أدنى مستوى له منذ يناير إذ يتوقع المتعاملون بشكل متزايد أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية هذا الأسبوع.
انخفض مؤشر بلومبرغ للعملة الأميركية 0.3% يوم الاثنين ليقترب من أدنى مستوى في أغسطس، وإذا اخترق هذا المستوى سيصل لأضعف سعر منذ يناير. وعزز انخفاض الدولار، عملات رئيسية أخرى مثل الين، الذي ارتفع إلى أعلى مستوى منذ يوليو 2023.
خفض كبير لأسعار الفائدة الأميركية
بعد أسابيع من الجدل حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ تخفيف سياسته النقدية بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس، يفضل المتعاملون الخيار الأخير. وتشير العقود المستقبلية المرتبطة بقرار الفيدرالي هذا الأسبوع إلى احتمال بنسبة 58% لخفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة، مقارنةً باحتمال 50% يوم الجمعة الماضي.
قال رودريجو كاتريل، المحلل لدى مصرف” ناشيونال أستراليا بنك” (National Australia Bank): “نرى أن دورة جديدة ووشيكة من تخفيف السياسة النقدية التي ينفذها الفيدرالي ستشكل عقبة رئيسية أمام الدولار”. وأضاف: “سيدخل الدولار في تراجع دوري مع قيام الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية وتوجيه سعر فائدة التمويل نحو المستوى المحايد، إن لم يكن أقل، في العام المقبل”.
الدولار مقابل العملات الرئيسية
تراجع الدولار أمام أغلب العملات الرئيسية خلال الشهر الماضي. وكانت العملات التي تعرضت سابقاً لضغوط مثل الين والفرنك السويسري من بين أكبر المستفيدين بعد هذا التراجع. وواصلت العملة اليابانية مكاسبها يوم الاثنين، حيث تجاوزت مستوى 140 مقابل الدولار، ويراهن المستثمرون على ضيق الفارق في أسعار الفائدة بين البلدين.
مع توقف أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي عن الإدلاء بتعليقات قبل اجتماع لجنة السياسة النقدية يومي 17 و18 سبتمبر، يعتمد المتعاملون على بعض البيانات مثل مبيعات التجزئة لشهر أغسطس المرتقب صدورها يوم الثلاثاء لمعرفة توجه بنك الاحتياطي الفيدرالي إزاء السياسة النقدية.
يوضح مؤشر فني وجود دعم للدولار، أي أنه قد يتوقف عن الانخفاض عند مستوى معين. مع ذلك، فإن الزخم الحالي يشير إلى اتجاه هبوطي.
تخفيف الفيدرالي للسياسة النقدية
قال ديفيد فورستر، المحلل لدى “كريدي أجريكول” في سنغافورة: “من المحتمل أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية بشكل أسرع مما كان متوقعاً وهو ما يمثل خطراً، نعتقد أن السوق تبالغ في تقديراتها، وإذا خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الأسبوع، سيعطي ذلك دفعة للدولار”.
مع ذلك، فإن السوق تتوقع بشكل كبير أن تتراجع العملة الأميركية. مقابل ارتفاع عملات اليورو والين والدولار الكندي والدولار الأسترالي في نفس التوقيت من العام المقبل، وفق استطلاعات للرأي أجرتها “بلومبرغ” بين المحللين.
وكتب بوب سافاج، رئيس استراتيجية وتحليل الأسواق لدى “بنك نيويورك ميلون” (BNY): “إذ خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أكثر من المتوقع، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الدولار”. ومن شأن ذلك أن “يغير توقعات التضخم في دول مثل بريطانيا التي تستورد السلع الأساسية المقومة بالدولار، ويدفع البنك المركزي النرويجي إلى دعم الكرونة المرتبطة بالنفط”.