أسعار النفط تقلص مكاسبها وسط إشارات على استيعاب السوق للاضطرابات السياسية

ردت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” على مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” اعتبر أن أسعار النفط قد تنخفض إلى 50 دولاراً للبرميل “إذا لم يلتزم الأعضاء” بالتخفيضات المتفق عليها، معتبرة أن المعلومات الواردة فيه “غير دقيقة ومضللة كلياً”.

كانت الصحيفة الأميركية نقلت أن التحذير جاء من وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال اجتماع عبر الهاتف جرى الأسبوع الماضي مع نظرائه في الدول المنتجة، وفقاً لمندوبين من “أوبك” شاركوا في الاجتماع من دون أن تسميهم.

“أوبك” أفادت في منشور على منصة “إكس” بأن المقال يتحدث “بشكل غير صحيح عن مكالمة هاتفية، يزعم أنها جرت”، مشيرة إلى أن ما ورد لا أساس له من الصحة، حيث “لم تجرِ أي مكالمة هاتفية من هذا النوع خلال الأسبوع الماضي، ولم يُعقد أي اجتماعٍ عبر الهاتف أو الفيديو منذ آخر اجتماع عقدته أوبك+ في 5 سبتمبر”.

وشددت الأمانة العامة أن “التصريحات المزعومة، المنسوبة إلى مصادر مجهولة، مختلقةٌ تماماً، وعارية من الصحة”، معتبرة أن نشر الصحيفة لمثل هذا التقرير “يثير القلق العميق، لأنه لا يفتقر إلى النزاهة الصحفية فحسب، وإنما ينطوي على عدم احترام صارخ تجاه وزراء الدول الأطراف في أوبك+”.

يتبنى “أوبك+” حالياً مزيجاً من تخفيضات الإنتاج. النوع الأول وهو التخفيض الرئيسي أو “الرسمي” ويشمل معظم أعضاء التحالف. يُضاف إليه تخفيضان “طوعيان” يشملان مجموعة من الدول تناهز ثلث أعضاء التحالف تقريباً. وهناك أيضاً تخفيض يُعرف بـ”التعويضي” يطال عدداً محدوداً من الدول التي لم تقم بالتخفيضات الرسمية. إلى جانب نوع آخر من التخفيضات “التعويضية” التي تطال مجموعة ثانية من الدول الأعضاء التي لم تقم بالتخفيضات الطوعية للإنتاج.

ولم يتمكن العراق وهو ثاني أكبر منتج في منظمة “أوبك”، من الالتزام بحصة الإنتاج المحددة بموجب اتفاق “أوبك+” عند 4 ملايين برميل يومياً، إذ ارتفع الإنتاج في يونيو بنحو 184 ألف برميل يومياً فوق الحصة المخصصة، وفقاً لتقديرات المصادر الثانوية.

وفي يونيو الماضي، تعهد العراق وكازاخستان بـ”تحقيق الالتزام الكامل، وإعادة تقديم خطتهم المحدّثة للتعويض، والخاصة بالتعويض عن زيادة في الإنتاج عن مستوى الإنتاج المطلوب منذ يناير من 2024، إلى الأمانة العامة لأوبك، وذلك قبل نهاية يونيو 2024″.

إعادة تأكيد الالتزام

في بيان آخر صادر اليوم، أشارت أوبك إلى أن الدولتين وروسيا، أعادتا التأكيد على الوفاء بالتزاماتهما. وقال “أوبك+” في البيان الصادر عقب نهاية الاجتماع، أن الدول الثلاث “أكدت التزامها القوي بالحفاظ على الامتثال الكامل والتعويضات طوال الفترة المتبقية من الاتفاقية”.

“أوبك+” أكد أن التقييمات النهائية لمستويات إنتاج النفط لشهر سبتمبر “ستعتمد على المصادر الثانوية المعتمدة التي توفر بيانات عن إنتاج الدول المشاركة في إعلان التعاون، والتي ستكون متاحة بحلول الأسبوع الثاني من أكتوبر 2024”. كما ستواصل اللجنة مراقبة تعديلات الإنتاج الطوعية الإضافية التي أعلنتها بعض الدول المشاركة في التحالف.

ومن المقرر عقد الاجتماع القادم للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج في الأول من ديسمبر 2024. وأكدت اللجنة احتفاظها بصلاحية عقد اجتماعات إضافية، أو الدعوة لعقد اجتماع وزاري لـ”أوبك+” على النحو المنصوص عليه في اجتماع 2 يونيو 2024.

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً لليوم الثاني على التوالي، بعد أن أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل مساء أمس، وتوعُّد إسرائيل بالانتقام، بما يفاقم المخاطر على إمدادات النفط من المنطقة.

تجاوز سعر خام برنت 76 دولاراً للبرميل، بعد أن قفز بأكثر من 5% خلال تداولات يوم الثلاثاء إثر الهجوم الإيراني. كما ارتفعت تقلبات عقود الخيارات إلى أعلى مستوى لها منذ 11 شهراً مع قيام المتداولين بالتحوط ضد احتمال ارتفاع الأسعار.