يبدو أن محطة النفط التي بنتها إيران لتجاوز مضيق هرمز الحيوي مملوءة جزئياً بالنفط الخام، مما يوفر لطهران وسيلة لنقل بعض نفطها إلى العالم دون استخدام الممر المائي.
محطة جاسك النفطية -التي تم افتتاحها رسمياً في يوليو 2021 ولكنها غير نشطة إلى حد كبير كمنشأة تحميل منذ ذلك الحين- كانت ممتلئة إلى النصف تقريباً في أواخر الشهر الماضي، وفق ما أظهرته صورة من موقع “سنتينل هاب” (Sentinel Hub) الإلكتروني. وبحلول منتصف أكتوبر، بدا أن خزاناً آخر من خزاناتها قد امتلأ.
تتزايد أهمية المحطة لأن إيران هددت بإغلاق مضيق هرمز أكثر من مرة على مر السنين، وهو الأمر الذي قد يعرض تدفقاتها الخاصة وكذلك شحنات المنتجين من جميع أنحاء الشرق الأوسط للخطر. وتصدر الممر المائي المشهد مرة أخرى في الآونة الأخيرة بسبب التوترات مع إسرائيل.
وفي وقت قريب من الافتتاح الرسمي في 2021، بدا أن ناقلتين صغيرتين قد تم تحميلهما، لكن لم يتكرر هذا الأمر مرة أخرى حتى الشهر الماضي، وفقاً لصور الأقمار الصناعية التي استعرضتها بلومبرغ.
ورصدت شركة “تانكر تراكرز دوت كوم” (TankerTrackers.com)، التي أمضت سنوات في تتبع شحنات النفط الإيرانية بمساعدة صور الأقمار الصناعية، عمليات التحميل التجريبية في 2021 وحددت السفينتين على أنهما ناقلتي من “أرنيكا” (Arnica)، و”أرتافيل” (Artavil) بحجم أفراماكس.
ليس كميناء “خرج”
ومع ذلك، حتى عند تشغيله بالكامل، فإن ميناء جاسك -الواقع في الطرف الشرقي من مضيق هرمز ولكن خارج الخليج العربي- ليس على وشك أن يحل محل جزيرة خرج كمنفذ النفط الرئيسي للبلاد.
أشارت الخطط إلى أن المنشأة ستكون لديها القدرة على تحميل مليون برميل من النفط الخام يومياً والقدرة على الاحتفاظ بـ20 ضعفاً من هذه الكمية في الخزانات الجاهزة للشحن. ولكن يبدو أن الأمر أقل بكثير من ذلك، حيث تم بالفعل تركيب واحدة فقط من ثلاث عوامات تحميل مخطط لها. تعاملت جزيرة خرج مع ما يصل إلى ثلاثة أضعاف ذلك الحجم في الماضي.
تحميل الناقلة الإيرانية “ديون”
آخر عملية تحميل في جاسك، والوحيدة في السنوات الثلاث الماضية، تمت في الفترة من 9 إلى 19 سبتمبر. وحدد “تانكر تراكرز دوت كوم” السفينة على أنها الناقلة العملاقة “ديون” (Dune) المملوكة لإيران، والقادرة على نقل حوالي مليوني برميل من النفط الخام. وأكدت شركة التتبع أيضاً أنها لم ترصد أي شحنات أخرى تم تحميلها من جاسك منذ 2021.
الناقلة “ديون” ظهرت لفترة وجيزة على أنظمة التتبع الرقمية بين 10 و11 أكتوبر، حيث مرت بسنغافورة، ويشير مستوى الغاطس إلى أنها ممتلئة.
في حين أن جاسك ربما لا يزال خاملاً إلى حد كبير من حيث عمليات التحميل، فإن الأمر نفسه لا ينطبق على جزيرة خرج.
تعتبر المحطة (أي ميناء خرج)، الواقعة في الطرف الشمالي للخليج العربي، أهم منفذ لصادرات النفط الخام الإيرانية منذ الستينيات. إذ تقع بالقرب من حقول النفط الرئيسية في البلاد، وبها أكثر من 50 صهريج تخزين وأرصفة تحميل مع أرصفة تتسع لما يصل إلى 10 ناقلات، مما يعني نظرياً أنها يمكن أن تنقل ما يصل إلى 5.5 مليون برميل يومياً.