تعرضت حيازات الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب لخسائر قوية بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية. في المقابل، يشهد قطاع انتاج الدواجن دفعة إيجابية بفضل الطلب العالمي المتزايد على الدجاج، مما يعزز أداء شركات هذا المجال في الأسواق. على صعيد آخر، ومع دخول قمة الأمم المتحدة للمناخ “كوب 29” (COP29) أسبوعها الثاني، تكشف البيانات الأوروبية عن استمرار الفشل في السيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري.
كل هذه الأمور وأكثر من المهم متابعتها بأسواق السلع الأساسية العالمية، كالآتي:
الذهب
تراجع سعر الذهب بعد فوز ترمب، إذ قللت النتيجة من حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة الأميركية، مما خفض الطلب على المعدن بوصفه ملاذاً آمناً. ودفع ذلك إلى تحول الاستثمارات من الذهب إلى بتكوين، مدعوماً بتكهنات بأن الإدارة الجديدة ستتبنى سياسات داعمة للعملات المشفرة.
شهد صندوق “إس بي دي آر شيرز” (SPDR Gold Shares) -أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب في العالم- أكبر تدفق أموال للخارج أسبوعي منذ أكثر من عامين خلال أسبوع الانتخابات. في المقابل، سجل صندوق “آي شيرز بتكوين ترست” (iShares Bitcoin Trust) التابع لشركة “بلاك روك” تدفقاً صافياً قياسياً للأموال الداخلة في تاريخ 7 نوفمبر الحالي. وتتوقع “بلومبرغ إنتليجنس” أن تتجاوز أصول صناديق بتكوين الفورية في الولايات المتحدة الأميركية نظيرتها في صناديق الذهب بثلاثة أضعاف خلال 3 إلى 5 سنوات.
الدواجن
يشهد الطلب العالمي على الدجاج ارتفاعاً ملحوظاً، ما يعزز أرباح منتجي الدواجن. أظهرت النتائج الفصلية الأخيرة لشركات “تايسون فودز” والعملاقتين البرازيليتين “بي آر إف” و”جيه بي إس” (JBS) ارتفاعاً ملحوظاً في هوامش الأرباح مقارنة بالعام الماضي.
استغلت هذه الشركات فترة الازدهار لسداد الديون وإعادة رأس المال للمساهمين. كما تشير”بي آر إف” و”جيه بي إس”، التي تملك موردين للدواجن مثل “بليجريمس برايد” (Pilgrim’s Pride) و”سيارا” (Seara) إلى زيادة الإنفاق الرأسمالي في العام المقبل.
النفط
تشهد مصافي النفط على ساحل خليج المكسيك الأميركي نشاطاً مكثفاً. زادت المصافي في المنطقة التي تُعد واحدة من أكبر مراكز التكرير في العالم من عمليات المعالجة للأسبوع السادس على التوالي لتصل إلى 9.31 مليون برميل يومياً، وفق أحدث تقرير أسبوعي من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
يمثل هذا الرقم مستوى قياسياً موسمياً في بيانات الإدارة التي يعود تسجيلها لعام 1992. في الوقت نفسه، بلغ إجمالي معالجة النفط في الولايات المتحدة الأميركية أعلى مستوى موسمي منذ 2018، مدفوعاً بارتفاع هوامش الأرباح الناجمة عن إنتاج الوقود وسط انخفاض مخزونات البنزين والديزل.
مصادر الطاقة المتجددة
مع ازدياد الطلب على الكهرباء، تتسابق الشركات لإبرام صفقات تضمن إمدادات الكهرباء بوتيرة قياسية، بحسب تقرير شركة “بلوبمرغ إن إي إف”. بلغ إجمالي الصفقات العالمية الموقعة في الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي 33.9 غيغاواط، ما يدل على 2024 ربما تتجاوز الرقم القياسي المسجل السنة الماضية.
تتصدر الولايات المتحدة الأميركية الأسواق العالمية في صفقات شراء الكهرباء للشركات، إذ وقعت اتفاقات بإجمالي 116 غيغاواط منذ 2015. يُذكر أن غيغاواط واحداً يكفي لتزويد أكثر من 850 ألف منزل أميركي بالكهرباء.
المناخ
مع استمرار انعقاد قمة الأمم المتحدة المناخ “كوب 29″، تظهر البيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي أنه من “شبه المؤكد” أن هذا العام سيكون الأشد حرارة في التاريخ. أفادت خدمة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ الشهر الجاري بأن سنة 2024 ستشهد ارتفاعاً يتخطى 1.55 درجة مئوية عن مستوى ما قبل الثورة الصناعية.
يتجاوز هذا الرقم يتجاوز الحد الأقصى الذي حُدد وفق اتفاقية باريس خلال 2015، إذ اتفقت الدول الموقعة عليها على السعي للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.