ارتفعت أسعار النفط مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار، ما طغى على الإشارات الهبوطية القادمة من مؤشرات السوق.
صعد خام “برنت”، واستقر فوق 73 دولاراً للبرميل، كما ارتفع خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 3.2%، ليستقر فوق 69 دولاراً للبرميل، بعد أن أعطت الولايات المتحدة أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا، مما أدى إلى زيادة حدة التوترات بين الدول المتحاربة. كما تبعت أسعار الخام أسواق الأسهم بالارتفاع، وجعل ضعف الدولار المواد الخام المسعرة بالعملة أكثر جاذبية.
وفي الوقت نفسه، ظهر هيكل سوق هبوطي “كونتانغو” في أقرب عقدين آجلين لخام غرب تكساس الوسيط، حيث تكون العقود المستقبلية أرخص من العقود الأقدم، لأول مرة منذ فبراير. قد يُنظر إلى تحول ما يسمى بالفارق الفوري، إلى المنطقة السلبية على أنه إشارة إلى أن الإمدادات تفوق الطلب في الأمد القريب.
لكن تحركات المتداولين المتفائلين بشأن الخام ربما ساهمت أيضاً في انزلاق الفارق الفوري إلى “كونتانغو”. كان هؤلاء المستثمرون يحافظون على رهاناتهم بشأن ارتفاع الأسعار، من خلال بيع عقود تسليم ديسمبر التي تنتهي فترة صلاحيتها الأربعاء، ويقومون بشراء عقود بآجال تسليم أبعد.
رياح مواتية للأسعار
وقال روبرت ياوغر، مدير قسم العقود الآجلة للطاقة في “ميزوهو سيكيوريتيز” (Mizuho Securities USA) إنه “من النادر أن ترتفع أسعار العقود الفورية بنحو 3%، في نفس الوقت الذي يكون فيه المنحنى تحت الضغط، ويهدد بالتحول إلى هيكل كونتانغو”.
وأضاف: “من المرجح أن يحدث ذلك عندما يسارع المضاربون إلى التوسع خارج مراكزهم قبل انتهاء آجال العقود، وبيع العقود في مقدمة المنحنى، والشراء في آجال أبعد”.
من جهتها، أشارت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في مجال الطاقة في مجموعة “سي آي بي سي برايفت ويلث” (CIBC Private Wealth Group)، إلى أن التكهنات بأن “أوكرانيا الجريئة قد تعرض أصول الطاقة الروسية للخطر، وتزيد من احتمالات التدخل المباشر من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، تقلل من الحاجة الملحة للبيع أيضاً”.
حصلت الأسعار على دعم من تقارير تفيد بأن مشروع “تينغيز” الذي تقوده شيفرون في كازاخستان خفض إنتاج النفط اليومي بنسبة تصل إلى 30% هذا الشهر، وسط أعمال الصيانة. بالإضافة إلى ندرة تراكم المخزونات المتوقعة في بيانات الحكومة الأميركية الأخيرة، واحتمال فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران.
تأرجحت أسعار النفط الخام بين المكاسب والخسائر في الأسابيع الأخيرة، حيث أثارت الأعمال العدائية في الشرق الأوسط في بعض الأحيان مخاوف من انقطاع الإمدادات. وفي الوقت نفسه، ضغط الدولار القوي على الأسعار، حيث ارتفع مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري إلى أعلى مستوى له في أكثر من عام الأسبوع الماضي.