قدم المستفيدون من التنظيم الأكثر مرونة للإدارة الأميركية القادمة وموقفها الموائم للأعمال عروضاً قوية هذا الأسبوع. ارتفعت مؤشرات الأسهم بينما سحقت “بتكوين” المشككين، وسجل الدولار مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي، وهي أطول فترة ارتفاع تشهدها العملة هذا العام.
قادت الأسهم الكبرى والشركات الصغيرة صعود مؤشرات وول ستريت يوم الجمعة، في وقت كافحت شركات التكنولوجيا الكبرى التي سجلت مكاسب قوية هذا العام للصعود. ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) بنسبة 0.3% بينما صعدت نسخة المؤشر متساوية الأوزان –حيث يتساوى تأثير شركة مثل “وول غرينز بوتس أليانس” بنظيره لدى “إنفيديا”– بنسبة 0.8%، في طريقها لتحقيق أعلى مستوى إغلاق على الإطلاق.
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 1% بينما ارتفع مؤشر أسهم البنوك إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين، وصعد مؤشر “راسل 2000” بنسبة 1.8%. وقفز مؤشر الشركات الصغيرة بنسبة 4.5% خلال الأسبوع، بينما تخلفت أكبر أسهم التكنولوجيا، مثل “إنفيديا” و”ألفابت” و”ميتا”- الشركة الأم لـ”فيسبوك”.
“خطة ترمب”
يرى توماس لي، من “فاند سترات” (Fundstrat)، مجالاً لتحقيق المزيد من المكاسب في أسهم الشركات الصغيرة والشركات الدورية، نظراً لخطط الرئيس المنتخب لإلغاء القيود التنظيمية ودعوته لـ”الحيوية والنشاط” العامة. ويرى أيضاً أن “خطة ترمب” ستحافظ على ازدهار السوق الأوسع. مشيراً إلى أن الاعتقاد الراسخ بأن رئيس الحكومة الأميركية لن يسمح للاقتصاد بالتعثر يساعد في ارتفاع أسعار الأسهم، على الأقل في الوقت الحالي.
يقول لي: “ستصل المعنويات إلى التفاؤل المتطرف، عندما نرى الأسهم مسعرة إلى حد الكمال. بحسب عدة مؤشرات، لم نصل إلى هذه المرحلة بعد”.
يرى استراتيجيو “بنك أوف أميركا كورب” أن مؤشر “ناسداك 100″، الذي ارتفع بأكثر من 4% هذا الشهر، يقترب من مستوى مقابل لمؤشر “إس آند بي 500” يمكن أن يؤدي إلى الضغط على الأسهم الأميركية. أنهى المؤشر المكدس بأسهم التكنولوجيا تداولات الجمعة مرتفعاً 0.2% ليسجل مكاسب أسبوعية بلغت 1.9%.
في هذه الأثناء، أظهرت بيانات يوم الجمعة أن مؤشر “إس آند بي غلوبال” المركب للإنتاج لشهر نوفمبر لمقدمي الخدمات والمصنعين ارتفع إلى 55.3 نقطة، مسجلاً أعلى مستوياته منذ أبريل 2022. وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بحوالي نقطة أساس واحدة إلى 4.41%.
“كانت مؤشرات مديري المشتريات الأولية في الولايات المتحدة لشهر نوفمبر داعمة للصعود في مجملها بفضل قوة قطاع الخدمات”، وفق آدم كريسافولي من شركة “فيتال نولدج” (Vital Knowledge)، الذي قال إن التفاصيل تشير إلى سيناريو معتدل، “مع تطورات النمو المواتية وتهدئة ضغوط الأسعار”.
سجل الدولار أطول سلسلة من المكاسب الأسبوعية منذ سبتمبر 2023. وارتفع مؤشر بلومبرغ الذي يقيس قوة العملة بنحو 2.6% حتى الآن هذا الشهر، بعد مكاسبه في أكتوبر البالغة حوالي 3%.
قال بيتر ماكلين، رئيس حلول المحافظ متعددة الأصول في شركة “ستونهاج فليمنغ” (Stonehage Fleming): “ارتفاع الدولار الأميركي يمكن أن يستمر. نظراً لتصاعد التوترات الجيوسياسية في الوقت الحالي، لذا من الطبيعي أن يلجأ المستثمرون إلى الدولار”.
وتراجعت حدة التقلبات الناجمة عن تصعيد الحرب في أوكرانيا في وقت سابق من الأسبوع يوم الجمعة. دفع الصراع المستمر سعر خام غرب تكساس الوسيط لتخطي مستوى 71 دولاراً للبرميل، بينما تم تداول الذهب بأكثر من 2700 دولار للأونصة، مسجلاً أكبر مكاسب أسبوعية منذ مارس 2023.
في سياق مواز، واصلت “بتكوين” صحوتها لتسجل مستوى قياسياً مرتفعاً جديداً يوم الجمعة، لتقترب قيمة أكبر عملة مشفرة في العالم بسرعة من مستوى 100 ألف دولار.
وشملت التطورات الأخيرة قرار رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة، غاري غينسلر، بالتنحي في يناير. تميزت فترة ولايته بموجة من إجراءات إنفاذ قوانين العملات المشفرة، والتي تتوقع الصناعة أنها ستتلاشى في عهد ترمب.
على صعيد آخر، انخفض مؤشر “إس آند بي غلوبال” لمديري المشتريات المركب لمنطقة اليورو مرة أخرى إلى ما دون المستوى الذي يفصل بين النمو والانكماش في نوفمبر. وارتفعت السندات السيادية للمنطقة بينما انخفض اليورو إلى أدنى مستوى في عامين.
تتجه الأسهم الآسيوية نحو تكبد أول خسائر شهرية متتالية هذا العام وسط قوة الدولار والمخاوف المستمرة بشأن الاقتصاد الصيني. ومع ذلك، فإن التقييمات الأكثر إيجابية في المنطقة مقابل السوق الأميركية تساعد على تعافي بعض الأصول.
وفي أماكن أخرى في آسيا، صعدت أسهم شركات “أداني غروب” (Adani Group) بعد خسارة 27 مليار دولار يوم الخميس بعد الاتهامات الأميركية ضد غوتام أداني بشأن مزاعم الرشوة. ونفت الشركة هذه الاتهامات.