الصين تعزز الدعم لليوان بعد تهاويه في نهاية 2024

تواصل الصين إحكام قبضتها على العملة، وذلك عبر دعم اليوان من خلال السعر المرجعي الرسمي اليومي، وذلك عقب تراجع العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2022 في تعاملات نهاية العام بالأسواق الخارجية.

حدد بنك الشعب الصيني سعر الصرف المرجعي الذي يُقيد تداول اليوان في السوق المحلية بهامش 2% صعوداً أو هبوطاً، عند 7.1879 مقابل الدولار يوم الخميس. هذا المستوى لا يختلف كثيراً عن القراءة السابقة، لكنه أعلى بمقدار 1323 نقطة عن التوقعات في استطلاع أجرته “بلومبرغ”، وهو أكبر فارق منذ يوليو الماضي.

ضغوط متزايدة على العملة

تعرضت العملة الصينية لضغوط خلال الأشهر الماضية وسط مخاوف مستمرة بشأن النمو الاقتصادي في البلاد والتوترات التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة في ظل تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية.

يحدد البنك المركزي الصيني السعر المرجعي عند مستويات أقوى من المتوقع منذ نوفمبر، بينما تتدخل البنوك المملوكة للدولة ببيع الدولار في بعض الأحيان للحد من تراجع اليوان.

“النمط المتبع في تحديد السعر المرجعي حتى الآن يرسل إشارة قوية على أن البنك المركزي سيفعل أي شيء لإظهار أنه لا يزال عازماً على الحفاظ على الاستقرار النسبي لليوان”، بحسب ما قاله كريستوفر وانغ، المحلل الاستراتيجي لدى “أوفرسي-تشاينيز بانكينغ كورب” (Oversea-Chinese Banking Corp)، مرجحاً أن يعتمد صانعو السياسات “على مجموعة من الأدوات لإدارة تقلبات العملة منها السعر اليومي وتقليص التمويل من الأسواق الخارجية وما إلى ذلك”.

توقعات بانخفاض اليوان

مع ذلك، تتوقع البنوك في وول ستريت انخفاض اليوان إلى 7.5 مقابل الدولار خلال عام 2025، في تكهن بأن تسمح بكين للعملة بمزيد من التراجع.

عزز اليوان مكاسبه في التعاملات الخارجية استجابة للسعر المرجعي يوم الخميس، حيث بلغ 7.3163 مقابل الدولار، بعدما انخفض في آخر جلسة تداول لعام 2024 إلى 7.3695، وهو المستوى الأضعف منذ أكتوبر 2022. أما في السوق المحلية، فلا يزال اليوان مستقراً نسبياً، بعدما اختبر مستوى 7.3 عدة مرات الشهر الماضي دون اختراقه.

تأثير السيولة وأسعار الفائدة

السيولة الوفيرة وتراجع عوائد السندات الصينية يضغطان على اليوان، خاصة مع استمرار تفوق أسعار الفائدة في الولايات المتحدة عنها في الدولة الآسيوية. ضخ بنك الشعب الصيني سيولة بقيمة صافية 1.7 تريليون يوان (233 مليار دولار) خلال ديسمبر عبر أدوات جديدة استحدثها في الأشهر الأخيرة. كما استمرت عوائد السندات السيادية الصينية في الانخفاض لتصل إلى 1.64% اليوم الخميس، بعد أن أنهت 2024 عند مستوى قياسي منخفض.

في تعليقها على الوضع، قالت فيونا ليم، المحللة الاستراتيجية الأولى لدى “ماي بنك” (Maybank)، إن “هناك تشاؤماً مبرراً في الأسواق تجاه اليوان في ضوء مخاطر نشوب صراع تجاري جديد بين الولايات المتحدة والصين خلال ولاية ترمب الثانية”.

لكنها أضافت: “قبل أن يتحول ذلك إلى واقع، ستسعى السلطات الصينية إلى كبح المراهنات ضد عملتها، حيث يؤدي ضعف اليوان عادة لتقويض الثقة في أسواقها المالية”.