يتجه الدولار لتسجيل أفضل أداء أسبوعي له في أكثر من شهر اليوم الجمعة، مدعومًا بتوقعات ببطء وتيرة خفض أسعار الفائدة هذا العام، وتحليلات تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي سيواصل تفوقه على باقي الاقتصادات العالمية.
استهل الدولار العام الجديد بأداء قوي، حيث وصل أمس الخميس إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين عند 109.54 مقابل سلة من العملات، مواصلًا مسيرته الصعودية التي بدأها العام الماضي.
شاهد أيضاً: الدولار يتربع على عرش العملات في 2024
يرجع ارتفاع العملة الأميركية إلى تشديد سياسة الفدرالي الأميركي النقدية، بالإضافة إلى متانة الاقتصاد الأميركي.
وقالت تشارو تشانانا، خبيرة استراتيجيات الاستثمار في “ساكسو بنك”: “يبدو أن قوة الدولار ستستمر في الوقت الحالي مع بداية العام الجديد، نظرًا لأن القصة الأميركية الاستثنائية ما زالت قائمة”. وأضافت: “إلى جانب حالة عدم اليقين بشأن سياسات إدارة ترامب المقبلة، يشكل الدولار أيضًا ملاذًا آمنًا في ظل هذه الظروف”.
قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، تتعامل الأسواق بحذر مع عودته المتوقعة إلى منصبه، في ظل غموض حول خطط فرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات، وخفض الضرائب، وفرض قيود على الهجرة. هذا الانعدام في اليقين منح الدولار دعمًا إضافيًا كملاذ آمن.
استقر مؤشر الدولار عند 109.18 ليواصل اتجاهه نحو تحقيق مكسب أسبوعي بنسبة 1.1%، وهو الأقوى له منذ نوفمبر الماضي.
من بين أكبر الخاسرين مقابل الدولار كان اليورو، الذي انخفض بنسبة 0.86% في الجلسة السابقة، ليصل إلى أدنى مستوى له في أكثر من عامين عند 1.022475 دولار.
قال كايل رودا، كبير محللي الأسواق المالية في “كابيتال دوت كوم”: “فيما يتعلق بمنطقة اليورو، قد يكون هناك تأثير مباشر لزيادة الرسوم الجمركية على اقتصادات المنطقة، ولكن الأثر الأكبر قد يكون من الرسوم الجمركية المرتفعة على الصين، مما قد يزيد من الضغط على منطقة اليورو”.
تتجه العملة الأوروبية الموحدة نحو انخفاض أسبوعي بنسبة 1.6%، وهو الأسوأ لها منذ نوفمبر الماضي.
اقرأ أيضاً: توقعات البنك الدولي لمعدلات النمو الاقتصادي في أبرز الدول العربية
وفيما يتعلق بالجنيه الإسترليني، فقد ارتفع بنسبة 0.04% إلى 1.2385 دولار، بعد أن سجل هبوطًا بنسبة 1.16% أمس الخميس، ليواصل تراجعًا أسبوعيًا نحو 1.6%.
أما الين الياباني، فقد ارتفع بنسبة 0.16% إلى 157.25 أمام الدولار، ولكنه بقي قريبًا من أدنى مستوى له في أكثر من خمسة أشهر عند 158.09 الذي سجله في ديسمبر. وكان الين قد تضرر من الفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان، وسط حذر بنك اليابان من رفع الفائدة الذي قد يؤدي إلى مزيد من الضغط على العملة.
انخفض الين بأكثر من 10% في عام 2024، ممتدًا خسائره إلى العام الرابع على التوالي.