هبطت أسعار النفط، بعدما وفر مؤشر فني رئيسي مقاومة للارتفاع المدعوم بإشارات مستمرة على ضيق إمدادات الخام الأميركية.
انخفض خام “برنت” تسليم مارس، ليغلق عند 76.16 دولار للبرميل، في حين هبطت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس” الوسيط بأكثر من 1% لتستقر عند أقل من 74 دولاراً للبرميل، بعد ارتفاعها في وقت سابق بالقرب من متوسطها المتحرك لمدة 200 يوم عند حوالي 75.48 دولار.
عدم قدرة الخام الأميركي على اختراق المستوى الفني، الذي كان بمثابة سقف للأسعار منذ أكتوبر، دفعت الأسعار إلى الاستقرار عند أقل بنحو دولارين عن أعلى مستوى لها خلال الجلسة.
أسواق أكثر ضيقاً
على الرغم من الهبوط، لا تزال أساسيات النفط تشير إلى أسواق أكثر ضيقاً. أظهرت بيانات حكومية صدرت يوم الأربعاء، أن مخزونات الخام الأميركية انخفضت بمقدار 959 ألف برميل الأسبوع الماضي، وهو الانخفاض السابع على التوالي، وأطول سلسلة انخفاضات في ثلاث سنوات.
كما يستعد التجار للطقس البارد في الولايات المتحدة، والذي عزز الطلب على وقود التدفئة وزاد من خطر التجمد في مناطق الإنتاج.
كتب محللون في “جي بي مورغان تشيس” من بينهم ناتاشا كانيفا، في مذكرة يوم الأربعاء: “تشير المؤشرات المبكرة للطلب على النفط إلى بداية قوية لشهر يناير، ويرجع ذلك على الأرجح إلى زيادة استخدام وقود التدفئة في نصف الكرة الشمالي، بسبب الطقس البارد”.
وأضافوا: “نتوقع أن يبلغ متوسط الطلب على النفط 101.4 مليون برميل يومياً لهذا الشهر، مما يمثل زيادة قدرها 1.4 مليون برميل يومياً مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي”.
تحذير من وفرة في الإمدادات
حققت أسعار النفط بداية قوية في 2025، حيث خرجت من نطاق ضيق دام لعدة أشهر، لكن العديد من المحللين يواصلون التحذير من احتمال وجود وفرة في الإمدادات هذا العام.
كما تستعد السوق لولاية رئاسية ثانية لدونالد ترمب، مع تهديدات بفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، ورسوم جمركية على الصين.
وفي إشارة أخرى إلى ضيق العرض، تظهر البيانات الروسية أن إنتاج البلاد من النفط كان أقل من هدف إنتاج تحالف “أوبك+” الشهر الماضي، بعد أن انخفضت الصادرات المنقولة بحراً إلى أدنى مستوى منذ أغسطس 2023.
وفي الوقت نفسه، حثت الموانئ في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين، الوجهة الأولى للخام الإيراني، على منع الناقلات الخاضعة للعقوبات الأميركية من الرسو في أرصفتها.