أصبح الين في طريقه لتسجيل أطول سلسلة خسائر في أكثر من شهر، وسط مخاوف متزايدة من احتمالية أن تكون اليابان مدرجة في خطة التعريفات الجمركية لدونالد ترمب.
انخفضت العملة اليابانية بنحو 0.8% إلى 153.73 مقابل الدولار اليوم الأربعاء، وهو أضعف مستوى في أسبوع لتتخلف عن جميع نظرائها الرئيسيين. ويمثل هذا اتجاهاً معاكساً لمسار الأسبوع الماضي عندما حققت العملة مكاسبها الرابعة على التوالي، وسط مراهنة المتداولين على أن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، ومع إظهار الين جاذبيته كملاذ آمن.
ترمب يدفع الين للهبوط
انخفض الين بعدما أعلن ترمب أنه يخطط لفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الولايات المتحدة من الألمنيوم والصلب. وقال وزير التجارة الياباني يوجي موتو للصحفيين إن اليابان طلبت من ترمب اليوم الأربعاء إعفاء شركات بلاده من التعريفات الجمركية الجديدة.
قال كريستوفر وونغ، الاستراتيجي في “أوفرسيز تشاينيز بانكينغ كورب” في سنغافورة: “من المرجح أن يكون ضعف أداء الين ناتجاً عن حالة عدم اليقين بشأن فرض متبادل للتعريفات الجمركية”. مضيفاً: “هناك خطر حقيقي من تعرض اليابان لضربة، وهذا من شأنه أن يعقد آفاق الين على المدى القريب”.
يظل الين الأفضل أداءً في 2025
حتى بعد الانخفاض الأخير، يظل الين العملة الأفضل أداءً بين عملات مجموعة العشرة مقابل الدولار هذا العام. ولكن أي مزيد من الضعف قد يلفت انتباه السلطات اليابانية التي حذرت في الماضي من تحركات العملة المفرطة في أسواق العملات.
وقد يدفع ضعف الين أيضاً بنك اليابان إلى رفع أسعار الفائدة بشكل عاجل، رغم أن محافظ البنك كازو أويدا قال اليوم إنه يراقب عن كثب السياسة الاقتصادية الأميركية وتأثيراتها.
يضع مؤشر مقايضات العملة لليلة واحدة احتمالية بنسبة 77% في أن يرفع بنك اليابان الفائدة بحلول يوليو، مع الإجمال على احتمال رفعها بحلول أكتوبر، وهو الجدول الزمني الذي تم تأجيله لمدة شهر منذ يوم الجمعة. صرح أويدا أن مقدار رفع أسعار الفائدة سيعتمد على الاقتصاد والتضخم والظروف المالية وقت القرار.
من جانبه، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم أمس أيضاً إن البنك المركزي ليس بحاجة إلى تسريع تحريك أسعار الفائدة، وهو ما أضاف إلى المخاوف من أن الفوارق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان ستظل واسعة.
وقال يويا يوكوتا، وهو متعامل في سوق الصرف الأجنبي لدى “ميتسوبيشي يو إف جيه تراست آند بانكينغ كورب” في نيويورك: “كانت تعليقات باول متشددة إلى حد ما، لا توجد بيانات كافية لتسعير زيادات أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان، ويجري بيع الين الآن نظراً لارتفاعه في الفترة الأخيرة”.