انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الثلاثاء الأول من أبريل/ نيسان، عند التسوية، مع استعداد المتداولين لإعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية متبادلة يوم الأربعاء، والتي من المحتمل أن تصعد من الحرب التجارية العالمية.
في المقابل أدت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على النفط الروسي، ومهاجمة إيران إلى رفع المخاوف بشأن الإمدادات، مما قلل الخسائر.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً، أو 0.37% إلى 74.49 دولار للبرميل عند التسوية. وكان أعلى مستوى للخام خلال الجلسة فوق 75 دولاراً للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي 28 سنتاً، أو 0.39%، لتسجل عند التسوية 71.20 دولار للبرميل، بحسب وكالة رويترز.
كانت العقود الآجلة للخامين مستقرة يوم الاثنين عند أعلى مستوياتها خلال خمسة أسابيع.
السوق يشعر ببعض التوتر
قال مدير عقود الطاقة الآجلة بشركة Mizuho، بوب يوغر: “يشعر السوق ببعض التوتر مع بقاء أقل من 24 ساعة”. وأضاف: “قد نفقد بعض الإمدادات المكسيكية والفنزويلية والكندية، ولكن هناك بالتأكيد احتمال أن يتجاوز تراجع الطلب تلك البراميل”.
وبحسب استطلاع لوكالة رويترز لآراء 49 من المحللين والاقتصاديين خلال شهر مارس/ آذار، من المتوقع استمرار أسعار النفط تحت الضغط خلال 2025 بسبب الرسوم الجمركية الأميركية والتباطؤ الاقتصادي في الهند والصين، وهو ما يتزامن مع اعتزام مجموعة أوبك+ زيادة إنتاجها.
تشديد العقوبات
ومن المتوقع أن يتسبب تباطؤ النمو العالمي إلى تراجع الطلب على الوقود، مما قد يعوض أي انخفاض في الإمدادات قد يحدث في حالة تنفيذ ترامب لتهديداته لروسيا وإيران.
وقال المحلل في SEB، أولي هفالباي: “في حين أن تشديد العقوبات على إيران وفنزويلا وروسيا قد يحد من الإمدادات العالمية، فمن المرجح أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى إضعاف الطلب العالمي على الطاقة وإبطاء النمو الاقتصادي، مما سيؤثر بدوره على الطلب على النفط في المستقبل”.
وأضاف هفالباي: “ونتيجة لذلك، كان الرهان على اتجاه واضح للسوق – ولا يزال – أمراً صعباً”.
وذكر الرئيس الأميركي، يوم الأحد، أنه سيفرض رسوماً جمركية ثانوية تتراوح بين 25% و50% على مشتري النفط الروسي إذا حاولت روسيا عرقلة جهود التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا.
وقد تتسبب الرسوم الجمركية على مشتري النفط الروسي، ثاني أكبر مصدر للخام عالمياً، إلى تعطيل الإمدادات العالمية والإضرار بأكبر عملاء روسيا، الصين والهند.
في ذات السياق، هدد الرئيس الأميركي طهران بفرض تعرفات جمركية مماثلة، بالإضافة إلى قصفها عسكرياً في حالة عدم توصل طهران إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.
روسيا وكازاخستان وأوبك+
بالإضافة إلى ذلك، حصلت أسعار النفط على دعم آخر، مع أمر روسي لمحطة تصدير النفط الرئيسية في كازاخستان بإغلاق اثنين من مراسيها الثلاثة في ظل مواجهة بين كازاخستان ومجموعة أوبك+ بشأن فائض الإنتاج.
وقال مصدران في قطاع النفط، لوكالة رويترز، إن كازاخستان ستضطر إلى البدء في خفض إنتاج الخام بسبب هذا الإجراء. وقال مصدر آخر إن أعمال الإصلاح في محطة كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين ستستمر لأكثر من شهر.
وتترقب السوق اجتماع اللجنة الوزارية لمجموعة أوبك+ في الخامس من أبريل/ نيسان من أجل مراجعة السياسة. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر قولهم إن التحالف في طريقه لتطبيق زيادة الإنتاج بمقدار 135 ألف برميل يومياً في مايو/ أيار، وذلك بعد الموافقة على رفع بكمية مماثلة في الإنتاج خلال شهر أبريل/ نيسان.
يأتي ذلك في الوقت الذي قدر فيه خمسة محللين ضمن استطلاع لوكالة رويترز أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام تراجعت في المتوسط بنحو 2.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي المنتهي في 28 مارس/ آذار.