ضبابية رسوم ترمب تفاقم رهانات المستثمرين على ضعف عملات آسيا

يُرجح أن تبقى تقلبات العملات الآسيوية مرتفعة نتيجة صدمة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى جانب تحركات اليوان الصيني.

شهدت تقلبات العملات في أنحاء المنطقة ارتفاعاً ملحوظاً منذ الإعلان الأسبوع الماضي عن رسوم جمركية أميركية جديدة تجاوزت التوقعات، فيما تشير عقود خيارات العملات الأجنبية إلى تزايد التوجه نحو البيع. كما أدت المخاوف بشأن النمو الاقتصادي إلى تزايد الرهانات على خفض البنوك المركزية في المنطقة لأسعار الفائدة.

قد تظل حالة عدم اليقين مرتفعة، حتى بعد أن علق ترمب يوم الأربعاء الرسوم الجمركية الأعلى على معظم الاقتصادات، باستثناء الصين.

رد حاسم وخفض مرتقب لليوان

مع تحذير بكين من رد “حاسم”، سيترقب المستثمرون أي مؤشرات على احتمال خفض قيمة اليوان، وهي خطوة قد تجعل الصادرات الصينية أرخص لكنها تهدد بهروب رؤوس الأموال.

وتجاوز سعر اليوان المرجعي، الذي يوجه المتعاملين في السوق، المستوى الحرج دون 7.20 مقابل الدولار يوم الثلاثاء.

“دوامة هبوط” العملات الآسيوية

قال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي العملات الآسيوية في بنك “ميزوهو”: “اليوان يشكل أساساً مرجعياً لعملات الأسواق الناشئة في آسيا، لذلك لا شك أننا سنشهد ضغوط بيعية واسعة في الأسواق هنا إذا أقدمت الصين على خفض قيمة اليوان”.

وأضاف: “قد يثير ذلك دوامة هبوط في العملات الآسيوية، ويزيد من حدّة التقلّبات في الأسواق”.

ارتفعت مؤشرات التقلب الضمني لمدة شهر لعملات الأسواق الناشئة في آسيا منذ إعلان الرسوم الجمركية الأميركية، وسجل اليوان والوون والروبية والدولار التايواني أكبر التحركات. ويرجّح أن تبقى التقلبات مرتفعة وسط تقييم المستثمرين احتمال امتداد فترة التفاوض بين الولايات المتحدة والحكومات الآسيوية، ومخاطر الخفض الأكبر لقيمة اليوان، ومسار أسعار الفائدة الأميركية.

قفزت عقود الخيارات لعملات آسيا مقابل الدولار الأميركي لمدة شهر خلال أبريل، ما يشير إلى أن علاوة التحوط أو المضاربة على انخفاض عملات جنوب شرق آسيا خلال هذه الفترة أصبحت أعلى، في ظل تعديل المستثمرين مراكزهم استعداداً للخسائر. وتُظهر خيارات اليوان مؤشرات تشاؤمية واضحة، إذ قفزت عقود فروقات الدولار مقابل اليوان الخارجي إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2022 الأسبوع الجاري.

عملات تتأثر بضعف اليوان

من بين عملات جنوب شرق آسيا، يبدو أن الدولار السنغافوري والبات التايلندي هما الأكثر عرضة للتأثر بضعف اليوان الصيني في السوق المحلية. ويستند هذا التقدير إلى تحليل بيانات أسبوعية على مدى فترة خمس سنوات، أظهر أن هاتين العملتين ترتبطان ارتباطاً وثيقاً باليوان المحلي.

قال عمر سليم، الرئيس المشترك للدخل الثابت في آسيا لدى شركة “باين بريدج إنفستمنتس” (PineBridge Investments)، في مقابلة يوم الثلاثاء، إننا قد نشهد خفضا لقيمة اليوان بنسبة تتراوح بين 5%-10% خلال العام الجاري، مضيفاً أن ضعف اليوان قد يُشكّل ضغطًا على الدولار السنغافوري والوون الكوري، نظراً لكون الصين شريكاً تجارياً رئيسياً لسنغافورة وكوريا الجنوبية.

في المقابل، فإن عملات الاقتصادات التي تركز أكثر على السوق المحلية، مثل البيزو والروبية، أقل عرضة لمخاطر خفض قيمة اليوان”.