يكافح الدولار الأميركي لاستعادة زخمه، فيما تتقدم عملات مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي لتصبح أحدث عملات مجموعة العشرة التي تعوض بشكل حاسم خسائرها التي تكبدتها في “يوم التحرير” أمام العملة الأميركية.
يتأرجح مؤشر “بلومبرغ للدولار الفوري” بالقرب من أدنى مستوياته منذ أكتوبر، بينما يستعد كل من الدولار الأسترالي والنيوزيلندي لتسجيل مكاسب لليوم الخامس على التوالي، وهي أطول سلسلة ارتفاع منذ نحو عام. وقد تمكنت جميع عملات مجموعة العشرة، باستثناء الكرونة النرويجية، من محو خسائرها التي تكبدتها نتيجة الرسوم الجمركية المتبادلة التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب في الثاني من أبريل، وهو اليوم الذي أطلق عليه اسم “يوم التحرير”.
تسارعت وتيرة تعافي العملات المرتبطة بالمخاطر عقب قرار تأجيل فرض الرسوم الجمركية على الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الشهيرة، وذلك عقب تعليق مؤقت للرسوم المتبادلة خلال الأسبوع الماضي.
وفي الوقت ذاته، تعكس رهانات المستثمرين على هبوط الدولار قلقاً من أن السياسات الجمركية الفوضوية لترمب قد قوضت مكانة الدولار كملاذ آمن، في وقت ترتفع فيه احتمالات دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود.
في هذا السياق، قال ريتشارد فرانولوفيتش، رئيس استراتيجية العملات في بنك “ويستباك بانكينغ” (Westpac Banking) في سيدني، إن “مصداقية السياسة الأميركية تضررت، ويرجح أن تظل علاوة المخاطر الناتجة عن عدم اليقين السياسي قائمة لبعض الوقت”. وأضاف: “نرصد ضعفاً مستمراً في أداء الدولار الأميركي، ويتوقع أن يتوزع هذا الضعف بشكل أكثر اتساقاً بين العملات الأخرى”.
الدولار الأسترالي والنيوزيلندي في الصدارة
ارتفع الدولار الأسترالي والنيوزيلندي بنحو 7% خلال الجلسات الخمس الماضية، متفوقين بذلك على جميع نظرائهما من عملات مجموعة العشرة خلال نفس الفترة، حيث تلقت العملة الأسترالية دعماً إضافياً من موقف بنك الاحتياطي الأسترالي المتحفظ تجاه خفض أسعار الفائدة في المستقبل.
وقال فيليكس رايان، المحلل لدى مجموعة “إيه إن زد بانكينغ غروب” (ANZ Banking Group) في سيدني: “شهدنا تعافي الدولار الأسترالي والنيوزيلندي من خسائرهما الحادة الأسبوع الماضي، مدفوعاً بتحسن ثقة السوق وتراجع التقلبات في أسواق العملات”.
ومع ذلك، أشار إلى أن فرص صعود هذه العملات تبقى محدودة، مضيفاً أن “شهية المستثمرين للمخاطرة لا تزال غير مستقرة، كما أن سياسة الرسوم الجمركية الأميركية محاطة بالغموض”.