ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مستفيدة من التراجعات الحادة في الجلسة السابقة، حيث سارع المستثمرون إلى تغطية المراكز القصيرة، رغم استمرار القلق حيال التباطؤ الاقتصادي الناتج عن الحرب التجارية والسياسة النقدية الأميركية.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.74% أو 49 سنتاً لتسجّل 66.75 دولاراً للبرميل.
كما ارتفع عقد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم مايو أيار، والذي ينتهي اليوم، بنسبة 1% أو 65 سنتاً ليبلغ 63.73 دولاراً للبرميل، فيما صعد العقد الأكثر نشاطاً لتسليم يونيو حزيران بنسبة 0.7% أو 43 سنتاً إلى 62.84 دولاراً للبرميل.
وكان الخامان القياسيان قد تراجعا بأكثر من 2% في جلسة الإثنين، مع ظهور مؤشرات على إحراز تقدم في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، ما خفف من المخاوف بشأن نقص الإمدادات، بحسب رويترز.
وقال هيرويكي كيكوكاوا، كبير استراتيجيي الاستثمار في وحدة نيسان سيكيوريتيز: “ظهرت بعض عمليات تغطية المراكز القصيرة بعد عمليات البيع الحادة يوم الإثنين”، مضيفاً أن “المخاوف من ركود محتمل بسبب الحرب التجارية لا تزال قائمة”.
وأشار كيكوكاوا إلى أنّ “تصاعد حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأميركية من المتوقع أن يؤثر سلباً في الأسواق المالية والاقتصاد الأوسع، وهو ما يثير مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى انخفاض في الطلب على النفط الخام”.
استقلالية الفدرالي الأميركي
وجاء ذلك بعد أن جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الإثنين، هجومه على رئيس الفدرالي جيروم باول، محذّراً من أن الاقتصاد الأميركي قد يتباطأ ما لم تُخفض أسعار الفائدة فوراً. وأثارت تعليقاته مزيداً من المخاوف بشأن استقلال البنك المركزي، ما أدى إلى تراجع المؤشرات الأميركية الرئيسية، وانخفاض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات.
وبينما تُعد الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم، فإنّ التقدّم في المحادثات بين واشنطن وطهران، والتي تمخّضت السبت عن اتفاق الطرفين على بدء صياغة إطار لاتفاق نووي محتمل، قد يُثقل كاهل أسعار الخام ويخفّف من مخاوف الإمدادات، نظراً لأنّ إيران تُعد من كبار المنتجين في الشرق الأوسط.
وفي مذكرة، قال فيفيك دهار، المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، إنّ “مخاوفنا السابقة بشأن انخفاض وشيك في صادرات النفط الإيرانية نتيجة تشديد العقوبات الأميركية قد تراجعت في ظل المحادثات الجارية”، مضيفاً أنّ “تخفيف العقوبات الأميركية بات احتمالاً قائماً”.
وفي سياق متصل، خفّضت وزارة الاقتصاد الروسية توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت في عام 2025 بنحو 17% مقارنة بتقديراتها السابقة في سبتمبر أيلول، وفقاً لوثائق اطّلعت عليها وكالة رويترز.
وأظهر استطلاع أولي أجرته رويترز يوم الإثنين، أنّ مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة يُرجّح أن تكون قد تراجعت الأسبوع الماضي، في حين يُتوقع أن تكون مخزونات نواتج التقطير قد ارتفعت، وذلك قبيل صدور البيانات الأسبوعية من معهد البترول الأميركي وإدارة معلومات الطاقة.