ارتفاع جماعي للعملات الآسيوية وسط ضعف واسع للدولار

ارتفعت معظم العملات الآسيوية مع تراجع الدولار، في وقت يترقب فيه المستثمرون أخباراً جديدة بشأن التجارة قد تحدد مدى الإقبال على الأصول الأميركية.

وصعد مؤشر “بلومبرغ” لعملات آسيا نحو أعلى مستوى له منذ أكتوبر، مع تزايد القلق بشأن التوقعات الاقتصادية الأميركية، ما أدى إلى تراجع الطلب على الدولار.

وارتفع الين بنسبة وصلت إلى 0.5% بعد أن أشار محافظ بنك اليابان كازو أويدا إلى عزمه مواصلة رفع أسعار الفائدة إذا تحسن الاقتصاد. كما سجل الدولار التايواني مكاسب لليوم السادس على التوالي، بينما تذبذبت الأسهم الآسيوية بين الصعود والهبوط.

وارتفعت سندات الخزانة الأميركية بشكل طفيف، حيث تراجع العائد على السندات لأجل 10 سنوات نقطتي أساس. كما صعدت سندات اليابان لأجل 40 عاماً قبل مزاد مرتقب. وقفزت العقود الآجلة لمؤشري “إس آند بي 500″، و”ناسداك 100” بأكثر من 1%، محافظة على مكاسبها من عطلة يوم الإثنين.

تراجع جاذبية العملة الأميركية

تراجع مؤشر “بلومبرغ” للدولار لليوم الثالث، متجهاً نحو أدنى إغلاق له منذ يوليو 2023، في ظل ضعف الطلب على الأصول الأميركية. وتنعكس تهديدات الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية والمخاوف من تفاقم العجز المالي الأميركي، بشكل أوضح على أداء الدولار، مما يضعف جاذبيته.

حدد بنك الشعب الصيني سعر الصرف المرجعي لليوان بشكل يتماشى تقريباً مع متوسط التوقعات في استطلاع “بلومبرغ”، ومع السعر الفوري، في إشارة إلى أن بكين تقلل من دعمها للعملة في ظل تراجع الدولار.

وكتبت كريستينا كليفتون، كبيرة الاقتصاديين واستراتيجيات العملات في “كومنولث بنك أوف أستراليا”، في مذكرة: “أي أخبار إضافية بشأن الرسوم الجمركية قد تضيف المزيد من التقلبات إلى أسواق العملات، وتدفع الدولار للانخفاض”.

وتراجع مؤشر الدولار بأكثر من 7% هذا العام، ويتجه لمحو جميع مكاسبه المحققة في عام 2024، والذي كان أفضل أعوامه منذ 2015.

ويشهد الإقبال على الدولار تراجعاً مع تصاعد القلق بشأن الرسوم الجمركية والوضع المالي للحكومة الأميركية، لا سيما في ظل خطط تمديد التخفيضات الضريبية التي أُقرت خلال الولاية الأولى لترمب.

تطورات الرسوم الجمركية

كتب كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة “بيبرستون” قائلاً: “بطريقة أو بأخرى، جميع الطرق تؤدي إلى دولار أضعف”. وأضاف أن “ارتفاع العجز المتوقع في الولايات المتحدة أثار مخاوف من زيادة إصدار سندات الخزانة مستقبلاً، مما رفع علاوة الأجل، ودفع المستثمرين للابتعاد عن الدولار”.

وتتصدر عناوين الرسوم الجمركية المشهد من جديد بعد اتفاق الاتحاد الأوروبي على تسريع مفاوضاته التجارية مع الولايات المتحدة، ما أدى إلى ارتفاع الأسهم يوم الإثنين.

وفي اليابان، تراجعت عوائد السندات فائقة الأجل، التي تزيد مدة استحقاقها عن 30 سنة، قبل مزاد يوم الأربعاء، والذي يُتوقع أن يختبر شهية السوق بعد بيع سابق أثار قلق الأسواق العالمية.

وانخفضت عوائد سندات الثلاثين والأربعين عاماً بمقدار 10 نقاط أساس في طوكيو، لتواصل تراجعها في الأيام الأخيرة، بعد ارتفاعها الأسبوع الماضي إلى مستويات قياسية.

زيادة استخدام اليوان

طلب بنك الشعب الصيني من كبار المقرضين زيادة نسبة استخدام اليوان في تسهيل التجارة عبر الحدود، في أحدث مساعيه لتعزيز استخدام العملة الصينية عالمياً في ظل موجة الرسوم الجمركية الأميركية.

ويثير توجه ترمب لإعادة المصانع إلى الولايات المتحدة ردة فعل من حكومة الرئيس شي جين بينغ، التي تفكر في خيارات لتعزيز إنتاج السلع التكنولوجية المتقدمة.

ومن أبرز الأحداث المنتظرة هذا الأسبوع إعلان نتائج شركة “إنفيديا” يوم الأربعاء. وتُعتبر عملاقة صناعة الرقائق مؤشراً مهماً على أداء أسهم النمو واستمرارية طفرة الذكاء الاصطناعي. وستكون توقعاتها أساسية، في ظل المخاطر الاقتصادية وعدم اليقين المتعلق بالرسوم الجمركية.

كما يستعد المستثمرون لصدور مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة، والمقرر صدوره يوم الجمعة. وتشير التوقعات إلى ارتفاعه بنسبة 0.1% لشهر أبريل.