ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين مدعومةً بضعف الدولار، فيما يترقب المستثمرون نتائج المحادثات التجارية بين أميركا والصين التي تُعقد في لندن، أملاً في أن يسهم التوصل إلى اتفاق في تعزيز آفاق الاقتصاد العالمي، وبالتالي رفع الطلب على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 57 سنتاً، أو بنسبة 0.86%، لتبلغ عند التسوية 67.04 دولاراً للبرميل. كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 71 سنتاً، أو بنسبة 1.10%، لتسجل 65.29 دولاراً للبرميل عند التسوية.
وكان خام برنت قد صعد بنسبة 4% الأسبوع الماضي، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 6.2%، مدعوماً بتزايد شهية المخاطرة لدى بعض المستثمرين في ظل احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وقدّم ضعف الدولار دعماً إضافياً لأسعار النفط، إذ تراجع مؤشر العملة الأميركية بنسبة 0.2%، ما يقلل كلفة شراء الخام على حاملي العملات الأخرى.
وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ هاتفياً يوم الخميس، قبيل اجتماع مسؤولين من البلدين في لندن اليوم الاثنين في محاولة لاحتواء التوترات التجارية بين الطرفين.
ومن شأن أي اتفاق تجاري أن يعزز التوقعات بشأن الاقتصاد العالمي، مما ينعكس إيجاباً على الطلب على السلع، بما فيها النفط.
وجاء في مذكرة لشركة «ريتربوش آند أسوشيتس» للاستشارات في مجال الطاقة: «المحادثات بين الولايات المتحدة والصين بشأن الرسوم الجمركية تُزيح التركيز عن عمليات البيع».
وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى «آي.جي» لرويترز، إن المحادثات الجارية اليوم قد تخفف من وقع البيانات الاقتصادية الصينية السلبية على الأسعار.
تباطؤ نمو صادرات الصين
وأظهرت بيانات أن نمو صادرات الصين تباطأ في مايو أيار إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر نتيجة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية، في حين بلغ انكماش أسعار المنتجين أسوأ مستوياته في عامين، ما يفاقم الضغوط الداخلية والخارجية على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
كما كشفت البيانات أن واردات الصين من النفط الخام تراجعت في مايو أيار إلى أدنى متوسط يومي لها في أربعة أشهر، نتيجة بدء أعمال صيانة مجدولة في مصافٍ مملوكة للدولة وأخرى مستقلة.
وتغلب تأثير احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة على المخاوف من تداعيات زيادة إنتاج مجموعة «أوبك+» الشهر المقبل على الأسعار.
وأظهر مسح أجرته «رويترز» أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ارتفع في مايو أيار بأقل من الحجم المقرر، حيث نفذ العراق خفضاً إضافياً لتعويض زيادات سابقة، بينما اتبعت السعودية والإمارات زيادات دون الحد المسموح به.
وبحسب المسح الذي نُشرت نتائجه اليوم الاثنين، فإن «أوبك» ضخت 26.75 مليون برميل يومياً في الشهر الماضي، بزيادة قدرها 150 ألف برميل يومياً مقارنة بإنتاج أبريل نيسان، وكانت السعودية أكبر المساهمين في هذه الزيادة.
