إلى أين تتجه أسعار النفط؟

◾ فقدان النفط الإيراني في السوق قد يؤدي إلى رفع الأسعار بما يصل بـ 7.50 دولاراً إضافية للبرميل

◾ إذا تأثرت صادرات النفط عبر مضيق هرمز  قد نشهد وصول سعر برميل النفط إلى مستويات “الثلاثة أرقام”

◾ أسعار النفط المرتفعة ستؤدي إلى تأجيج التضخم في وقتٍ لا يزال فيه الاقتصاد العالمي يحاول استيعاب تأثير سياسة الرئيس ترامب للرسوم الجمركية

◾ أسهل الأهداف التي قد ترصدها إيران والتي قد يكون لها أكبر تأثير على أسعار النفط “ناقلات النفط المتجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية”

تدخل أسعار النفط مرحلة حرجة من التقلبات مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في قلب الشرق الأوسط، بعد أن انتقلت الأزمة بين إسرائيل وإيران من مستوى التصريحات إلى تبادل الضربات المباشرة التي طالت منشآت نفطية في كل من حيفا وطهران.

تعيد هذه التطورات الدراماتيكية المتسارعة منذ الساعات الأولى من يوم الجمعة 13 يونيو/ حزيران شبح “سلاح النفط” إلى المشهد، كما تعيد تسليط الضوء على هشاشة أمن الطاقة في واحدة من أكثر المناطق حساسية على خارطة الإمدادات العالمية.

في هذا السياق المضطرب، تتبدد سريعاً صلاحية السيناريوهات التقليدية لأسعار النفط والتقديرات السابقة؛ إذ باتت السوق أمام معادلات جديدة يصعب التنبؤ بمآلاتها، بدءاً من تهديدات محتملة لناقلات النفط في مضيق هرمز، وصولاً إلى اضطرابات في صادرات إيران التي كانت تراهن على زيادتها تدريجياً في 2025.

في ظل هذه الصورة، يصبح من الضروري فهم كيف يُعيد هذا التصعيد رسم توقعات الطلب وكذلك الأسعار، وما إذا كانت الأسواق تتجه بالفعل نحو سيناريو ارتفاع سعر البرميل لثلاثة أرقام.

ما هي أبرز السيناريوهات؟

يقول ليبو: بدأت أسعار النفط بالارتفاع يوم الأربعاء الماضي مع إعلان الولايات المتحدة الأميركية عن خفض عدد موظفي سفارتها في العراق، في ظل تصاعد التوترات مع إيران بشأن برنامجها النووي. وأعقب ذلك انتقادات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لإيران لعدم امتثالها، وإعلان إيران عن بناء منشأة ثالثة لتخصيب اليورانيوم.

ويضيف:  في الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل هجوماً استباقياً على منشآت نووية إيرانية. في ذلك الوقت، لم تُضرب أي منشآت نفطية، وساد القلق في سوق النفط من أن إيران سترد بمهاجمة أهداف إسرائيلية أو أميركية، مما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري كبير وانقطاع محتمل في إمدادات النفط. وقد ارتفعت الأسعار في البداية بمقدار 9 دولارات للبرميل، لكنها أنهت اليوم بارتفاع يزيد قليلاً عن 5 دولارات للبرميل.

بينما تغير كل ذلك يوم الأحد، بعد أن أصابت صواريخ إيرانية مصفاة حيفا للنفط في إسرائيل، وأصابت صواريخ إسرائيلية مستودع وقود بالقرب من طهران. ويقول ليبو: “هذه أخبار سيئة للمستهلكين؛ لأن أسعار النفط سترتفع مع احتمال حدوث انقطاعات في الإمدادات، على الأقل على المستوى المحلي”.

ويضيف: “ستؤدي أسعار النفط المرتفعة إلى تأجيج التضخم في وقتٍ لا يزال فيه الاقتصاد العالمي يحاول استيعاب تأثير سياسة الرئيس ترامب للرسوم الجمركية”، متوقعاً ارتفاع أسعار النفط بمقدار 5 دولارات أخرى للبرميل، وسيصل سعر خام برنت إلى 80 دولاراً قريباً.

ويشير رئيس شركة Lipow Oil Associates الأميركية، في معرض حديثه مع CNBC عربية، إلى أن “إيران تدرك تماماً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يُركز على خفض أسعار الطاقة، بينما إجراءات طهران التي تؤثر على إمدادات النفط في الشرق الأوسط، والتي ترفع أسعار البنزين والديزل للأميركيين، تُلحق ضرراً سياسياً بالرئيس ترامب”.

ويستطرد: “قد تعتقد إيران بأن الزيادات الأخيرة في الاستعادة السريعة لتخفيضات الإنتاج الطوعية التي أجرتها أوبك+ بأكثر من 1.2 مليون برميل يومياً، كانت تهدف إلى تعويض خسارة صادرات النفط الإيرانية مع تصاعد الأعمال العدائية”.

صدّرت إيران حوالي 1.6 مليون برميل يومياً في العام 2024. وكانت قد خططت لزيادة الصادرات في العام 2025 مع زيادة إنتاجها. وتشتري الصين كل النفط الذي تُصدره إيران تقريباً.

كيف يؤثر تصاعد الاضطرابات  على توقعات الطلب العالمي؟

في تصريحات خاصة لـ CNBC عربية، أجاب كل من  مدير مركز الطاقة العالمي في المجلس الأطلسي، لاندون ديرينتز، ومحلل أسواق السلع لدى UBS Global جيوفاني ستونوفو، عن سؤال: (كيف يؤثر تصاعد الاضطرابات في الشرق الأوسط على توقعات الطلب العالمي على النفط؟ شارحين المآلات المحتملة لأسعار النفط وعلاوة المخاطر.


هل تصل الأسعار لمستويات “ثلاثة أرقام”؟

ووفق ليبو “قد يؤدي فقدان النفط الإيراني في السوق إلى رفع الأسعار بما يصل إلى 7.50 دولاراً للبرميل. إذا تأثرت صادرات النفط عبر مضيق هرمز، فقد نشهد وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار”.

ويوضح أن “أسهل الأهداف التي قد تستهدفها إيران، والتي قد يكون لها أكبر تأثير على أسعار النفط، هي ناقلات النفط المتجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية والتي تمر عبر مضيق هرمز”، مردفاً: “لن يحتاجوا (الإيرانيون) إلى مهاجمة منشآت إنتاج النفط في السعودية والكويت والإمارات لإحداث ارتفاع حاد في أسعار النفط”.

– CNBC عربية- محمد خالد