النفط ينخفض وسط مؤشرات على عدم تأثر الإمدادات بتوترات الشرق الأوسط

تراجعت أسعار النفط وسط مؤشرات على أن النزاع في الشرق الأوسط قد يتجنب تعطيل إنتاج الخام، مع سعي إيران إلى تهدئة التوتر مع إسرائيل.

وانخفض خام “برنت” بنسبة 1.3% ليستقر عند 73.23 دولاراً للبرميل، أما خام “غرب تكساس الوسيط”، فانخفض بنسبة 1.7% ليستقر دون 72 دولاراً للبرميل، بعدما قفز في بداية الجلسة وتأرجح ضمن نطاق بلغ 8 دولارات طوال اليوم.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إيران تريد التحدث بشأن تهدئة النزاع، ما ساعد في تهدئة المخاوف من اندلاع حرب طويلة الأمد، قد تؤثر على منطقة تنتج نحو ثلث النفط الخام العالمي.

وقالت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في مجال الطاقة لدى “سي آي بي سي برايفت ويلث غروب”: “السؤال هو:  هل ستكون إسرائيل حقاً منفتحة على ذلك؟ مع ذلك فإن هذه التصريحات تشير إلى أن الحديث الدائر حول مضيق هرمز، ربما بالغ في تقدير التهديد”.

التوتر سيد الموقف

مع ذلك، تبقى أسواق النفط متوترة بعد أن شنت إسرائيل هجوماً على حقل “بارس الجنوبي” للغاز، ما أوقف عمل إحدى منصات الإنتاج، وذلك بعد ضربات استهدفت مواقع نووية إيرانية وقيادات عسكرية الأسبوع الماضي. ومع ذلك، فإن البنى التحتية الحيوية لتصدير النفط الخام لم تتضرر حتى الآن، ولم يتم إغلاق “مضيق هرمز” الحيوي.

ورغم أن استهداف إنتاج الغاز في إيران يثير القلق، فإن الخطر الأكبر الذي يواجه سوق النفط يتمثل في “مضيق هرمز”. إذ تمر نحو خمس الإمدادات اليومية العالمية من المنطقة عبر هذا الممر المائي الضيق، وقد ترتفع الأسعار بشكل أكبر إذا حاولت طهران تعطيل حركة الشحن عبره.

لا تزال أسعار النفط أعلى بكثير من مستوياتها قبل بدء الهجمات. فقد ارتفع الخام بأكثر من 7% في الجلسة التي أعقبت بدء الضربات الجوية يوم الجمعة، ما أدى إلى تسجيل أحجام تداول قياسية في صفقات التحوّط، بالإضافة إلى تداول مكثف في العقود الآجلة وعقود الخيارات. وسارع محللو “وول ستريت” إلى تسليط الضوء على المخاطر التي قد يشكلها النزاع.

وقالت “آر بي سي كابيتال ماركتس” إن حقيقة استهداف كلا الطرفين للبنى التحتية للطاقة تمثل سبباً واضحاً للقلق، مشيرةً إلى أن مركز التصدير الأساسي في جزيرة خرج وحقول النفط في العراق معرضة أيضاً للخطر. ورفعت “مورغان ستانلي” توقعاتها لسعر النفط الخام بمقدار 10 دولارات للبرميل، مستندةً إلى المخاطر المتزايدة الناتجة عن النزاع.

سوق شحن الخام المتضرر الأكبر

في الوقت الراهن، اقتصرت معظم الآثار على سوق الشحن. إذ قالت البحرية البريطانية إن إشارات الملاحة في “مضيق هرمز” والخليج العربي تواجه تشويشات متزايدة من حيث المستوى والكثافة، ما يؤثر بشكل كبير على تقارير تحديد المواقع.

ويتردد بعض مالكي السفن في قبول الحجوزات في المنطقة، مشيرين إلى مخاوف أمنية. وقد قفزت أسعار النقل عبر ناقلات النفط العملاقة من الشرق الأوسط إلى الصين بأكثر من 20% يوم الجمعة.

وبغياب أي تعطيل للإمدادات، فإن الأثر المحتمل للهجمات حتى الآن ينحصر في جانب الطلب. إذ تسارع مصر إلى إيجاد بدائل لإمدادات الوقود لتجنب انقطاع الكهرباء بعد أن أدى النزاع إلى تعطيل تدفق الغاز من إسرائيل.

وقفزت أسعار أنواع الوقود التي يمكن استخدامها في توليد الكهرباء يوم الإثنين. إذ اقترب سعر زيت الوقود عالي الكبريت في أوروبا من تسجيل علاوة نادرة مقارنة بسعر النفط الخام، في حين سجّل الديزل أقوى مستوياته منذ فبراير.