انخفضت أسعار النفط أكثر من دولارين للبرميل في تعاملات، الإثنين 16 يونيو/ حزيران، بعد تقارير تفيد بسعي إيران إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل، مما يزيد من إمكان التوصل إلى هدنة ويهدئ المخاوف إزاء تعطل إمدادات الخام من المنطقة.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 2.65 دولار أو 2.7% إلى 71.58 دولار للبرميل، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.71 دولار بما يعادل 3.7% إلى 70.27 دولار للبرميل.
وكان الخامان قد سجّلا في وقت سابق من الجلسة مكاسب تجاوزت 4 دولارات.
وكان الخامان القياسيان قد قفزا بنسبة 7% عند تسوية جلسة الجمعة، بعد ارتفاعهما بأكثر من 13% خلال الجلسة نفسها، ليبلغا أعلى مستوياتهما منذ يناير كانون الثاني.
وقال مصدران إيرانيان وثلاثة مصادر إقليمية لرويترز اليوم إن طهران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عُمان الضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستخدام نفوذه للضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار مقابل أن تبدي إيران مرونة في المفاوضات النووية.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت في وقت سابق أن إيران تسعى إلى هدنة.
وقال روبرت يوغر المحلل لدى شركة (ميزوهو) إن المتعاملين قللوا من الرهانات على أن القصف من الجانبين قد يتحول إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً من شأنها أن تهدد البنية التحتية للطاقة.
وارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بأكثر من 7% بعد بدء إسرائيل في قصف إيران بزعم أن طهران كانت على وشك تصنيع قنبلة نووية.
ويتبادل الطرفان الغارات الجوية، بما في ذلك على البنية التحتية للطاقة، لكن منشآت تصدير النفط الرئيسية لم تتعرض للقصف حتى الآن.
وقال هاري تشيلينجوريان رئيس مجموعة الأبحاث في أونيكس كابيتال غروب “يتوقف الأمر كله على كيفية تأثر تدفقات الطاقة بتصاعد الصراع… لم تتأثر الطاقة الإنتاجية والقدرة على التصدير حتى الآن، ولم تبذل إيران أي جهد لعرقلة التدفقات عبر مضيق هرمز”.
وقالت القوات البحرية اليوم إن التشويش الإلكتروني على أنظمة ملاحة السفن التجارية زاد في الأيام القليلة الماضية في أنحاء مضيق هرمز والخليج بشكل عام، وهو ما يؤثر على السفن التي تبحر عبر المنطقة.
يمر عبر المضيق نحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط أو حوالى 18 إلى 19 مليون برميل يومياً من النفط والمكثفات والوقود.
وتنتج إيران، وهي عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حالياً نحو 3.3 مليون برميل يومياً وتصدر أكثر من مليوني برميل يومياً من النفط والوقود.
ويقول محللون ومراقبون في أوبك إن القدرة الاحتياطية للمنظمة وحلفائها، ومن بينهم روسيا، على ضخ المزيد من النفط لتعويض أي تعطل تعادل تقريبا إنتاج إيران.
وقال ريتشارد جوسويك المحلل المتخصص في شؤون النفط لدى ستاندرد اند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس في مذكرة “إذا تعطلت صادرات الخام الإيراني، فستحتاج المصافي الصينية، وهي المشتري الوحيد للبراميل الإيرانية، إلى البحث عن بدائل في خامات من دول أخرى في الشرق الأوسط والخام الروسي”.