الدولار يتراجع قبيل قرار الفيدرالي وسط تباين توقعات العملة

يتسبب احتمال إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط، في دفع متداولي الدولار إلى اتخاذ قرارات متباينة بشأن توقعات العملة الخضراء.

يؤدي ذلك التباين إلى تبني السوق الفورية وسوق عقود الخيارات توقعات متعارضة بشأن الدولار، ما يمثل تطوراً لافتاً بعد تسجيل العملة الخضراء أسوأ بداية للعام على الإطلاق.

يبيع المتعاملون في السوق الفورية العملة الأميركية مقابل معظم نظرائها، ما يؤدي إلى انخفاض مؤشر للدولار ليبقى قرب أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، يوم الأربعاء، قبيل صدور قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية في وقت لاحق من اليوم. ويتوقعون أن يقر رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن سلسلة البيانات التي صدرت في الآونة الأخيرة تُظهر تراجع معدل التضخم الأساسي في الولايات المتحدة، في إشارة محتملة إلى خفض أسعار الفائدة هذا العام.

في المقابل، تتحول المعنويات في عقود الخيارات للشهر التالي إلى التفاؤل، إذ تُظهر ما يطلق عليها “عكس المخاطر” مع تخلي المتعاملين عن توقعاتهم المتشائمة تجاه العملة الأميركية لأول مرة منذ أبريل. ويرجع ذلك إلى أن تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران أدى إلى ارتفاع أسعار النفط، ما أعطى دعماً غير مباشر للعملة الخضراء بفضل مكانة الولايات المتحدة كمُصدر صافٍ.

توقعات قرار الفائدة اليوم

كتب إلياس حداد، المحلل الاستراتيجي لدى “براون براذرز هاريمان آند كو” (Brown Brothers Harriman & Co.)، أن “تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط قد يعطي للدولار دفعةً إضافيةً كملاذ آمن، ويؤثر سلبياً على الأصول عالية المخاطر. مع ذلك، نتوقع تراجع قوة الدولار لعوامل من بينها توقعات إبقاء الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير مع ميل للتيسير النقدي”.

ويتوقع الكثيرون أن يُبقي مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في رابع اجتماع على التوالي، مع تحديث توقعاتهم بشأن الاقتصاد والسياسة النقدية. وسبق أن حذروا من أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب قد تفضي إلى ارتفاع التضخم والبطالة.

مع ذلك، تشير البيانات إلى تراجع ضغوط الأسعار، في ظل ارتفاع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة في مايو بمعدل أقل من التوقعات لرابع شهر على التوالي. وتتوقع أسواق المال حالياً خفضين لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية العام، باحتمال 68% أن يحدث الخفض الأول في سبتمبر.

الدولار وارتفاع أسعار النفط

كتب محلل “يوني كريدت” (UniCredit)، توبايس كيلر، في مذكرة أن “استفادة الدولار من الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير مرة أخرى أمر مستبعد. خاصة وأن متانة سوق العمل الأميركي في الآونة الأخيرة تعني أن بإمكان المركزي التريث لحين توفر وضوح أكبر بشأن السياسات الحكومية وتأثيراتها على الاقتصاد قبل تغيير أسعار الفائدة”.

أدت المعنويات إلى تراجع مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري 0.1% عند الساعة 11:45 صباحاً بتوقيت لندن، بعد ارتفاعه 0.5% الثلاثاء، في أكبر ارتفاع يومي له منذ شهر. ويسلط التباين بين العقود الفورية وعقود الخيارات الضوء على إعادة تقييم المراكز الاستثمارية في الدولار بسبب السرديات المتعارضة، بحسب المتعاملين بين البنوك.

رجح محللو “آي إن جي غرويب” (ING Groep)، ومن بينهم فرانسيسكو بيسولي، أن ارتفاع الثلاثاء عززه قدرٌ من تغطية المراكز المكشوفة، وتوقعوا أنه في حالة زيادة احتمال ارتفاع أسعار النفط بشكل أكبر، فقد يتوفر للدولار مجال لتحقيق مزيد من المكاسب، في ظل اضطلاع الاحتياطي الفيدرالي بدور ثانوي مقارنةً بالأوضاع الجيوسياسية.