سجلت العقود الآجلة لخام برنت والخام الأميركي أعلى مستوياتها منذ يناير مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
قفزت العقود الآجلة لخام برنت 3.20 دولار إلى 80.28 دولار للبرميل، عند الافتتاح، الاثنين 23 يونيو/ حزيران، في رد فعل أولي من السوق على الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية.
كذلك، صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي 2.89 دولار إلى 76.73 دولار للبرميل، في ظل المخاوف من تعطل إمدادات النفط، والقلق بشأن إمكانية أن تقدم إيران على إغلاق مضيق هرمز.
وينتاب المستثمرون وأسواق الطاقة حالة من التوتر والاستنفار منذ أن شنت إسرائيل غارات جوية على إيران في 13 يونيو/ حزيران، وذلك خشية تعطل تدفقات النفط والغاز من الشرق الأوسط لا سيما عبر مضيق هرمز.
وهددت إيران مراراً بإغلاق المضيق، الذي يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية، كوسيلة لدرء الضغوط الغربية التي بلغت ذروتها بعد الغارات التي نفذتها واشنطن على مواقع نووية إيرانية
في هذا الإطار، قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، الأحد 22 يونيو/ حزيران، إن الهند ستتخذ إجراءات لحماية إمدادات الوقود المحلية وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
ونوّعت الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، مصادر وارداتها من النفط الخام خلال السنوات القليلة الماضية، مما قلل اعتمادها على مضيق هرمز. وتحصل الهند على أقل من نصف متوسط وارداتها النفطية من الشرق الأوسط والتي تبلغ 4.8 مليون برميل يومياً.
وأضاف بوري “شركات تسويق النفط لدينا لديها إمدادات تكفي لعدة أسابيع، وتواصل تلقي إمدادات الطاقة من عدة طرق. سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لضمان استقرار إمدادات الوقود لمواطنينا”.
وفي سياق منفصل، قال بوري لوكالة أنباء محلية إن الهند ستزيد إمدادات النفط الخام من مصادر أخرى إذا لزم الأمر.
ويوم السبت، نشرت سيتي غروب تقديرات أشارت إلى إمكانيّة ارتفاع أسعار النفط العالميّة، إلى مستويات تتجاوز الـ 90 دولاراً أميركياً لبرميل خام برنت، في حال إقفال مضيق هرمز في وجه ناقلات البترول.
ورأى محللو المجموعة، في مذكرة بحثيّة، أن أي إقفال للمضيق سيتسبّب بقفزة سريعة في أسعار مصادر الطاقة، إلا أنّ المحللين توقّعوا في الوقت نفسه أن تكون “مدة الإغلاق قصيرة، لأن جميع الجهود ستركّز على إعادة فتح المضيق، وبالتالي من غير المحتمل أن يستمر الإغلاق لعدة أشهر”.
وبحسب توقعات سيتي غروب، أي تعطيل في صادرات إيران النفطيّة سيؤدّي إلى “تأثيرات سعرية أقل من المتوقع”، لكون الشحنات الإيرانية في تراجع، كما أن المصافي الصينية بدأت تخفّض مشترياتها من النفط الإيراني.
وكانت أسعار النفط العالميّة، خام برنت، قد انخفضت غند التسوية، يوم الجمعة، إلى ما يقارب الـ77 دولاراً للبرميل، بعدما ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنّ قرار الهجوم على إيران سيُحسم خلال أسبوعين، وهو ما هدأ المخاوف من هجوم أميركي وشيك.
لكن الأمور انقلبت في عطلة الأسبوع بعد ضرب أميركا المنشآت النووية الإيرانية، مما سيؤثر على الأسواق العالمية، في ظل المخاوف من الرد الإيراني، واحتمالات إغلاق مضيق هرمز، الذي يعتبر “شريان النفط العالمي”.