تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية، الجمعة 4 يوليو/ تموز،، تزامناً مع الضغوط على الدول لإبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة، وعقب تمرير الرئيس دونالد ترامب لمشروع قانون يتضمن خفضاً للضرائب وزيادة كبيرة في الإنفاق، إدى إلى تصاعد المخاوف بشأن الوضع المالي الأميركي.
وكانت العملة الأميركية الخضراء قد استفادت يوم الخميس من بيانات قوية لسوق العمل، أجّلت التوقعات بشأن بدء الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة.
ورغم هذا الصعود، يتجه مؤشر الدولار إلى تسجيل خسارة أسبوعية ثانية على التوالي، وسط توترات تجارية واقتراب موعد فرض رسوم جمركية شاملة في 9 يوليو/ تموز، على دول لم تبرم بعد اتفاقيات مع واشنطن.
وأقرّ مجلس النواب الأميركي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق بفارق ضئيل، ومن المرتقب أن يوقّعه الرئيس رسمياً يوم الجمعة.
وتوقعت تقديرات رسمية لمكتب الميزانية في الكونغرس، أن يضيف المشروع 3.4 تريليون دولار إلى الدين العام، البالغ حالياً 36.2 تريليون دولار.
وفي ظل إغلاق الأسواق الأميركية احتفالًا بيوم الاستقلال، توجهت أنظار الأسواق نحو سياسة الرسوم الجمركية الجديدة، التي قال ترامب إنها ستُحدد عبر رسائل تُرسل إلى الدول اعتباراً من الجمعة، بدلاً من إبرام اتفاقيات ثنائية معقدة.
العجز الأميركي
وعلّق إيبك أوزكارديسكايا، كبير المحللين في بنك سويسكوت، قائلاً “الإقبال على الدولار تراجع بفعل القلق من اتساع العجز الأميركي، وانحسار الثقة في أدوات الدين الأميركية”، مضيفاً أن “تصعيد التوترات التجارية قد يُقوّض النمو الاقتصادي ويُقيّد قدرة الفدرالي الأميركي على المناورة، خصوصاً في ظل تصاعد ضغوط التضخم”.
وقد سجل مؤشر الدولار أسوأ أداء نصف سنوي له منذ عام 1973، مع تزايد القلق من تداعيات سياسة ترامب الجمركية العشوائية، ما أدى إلى تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات أمام اليورو والجنيه الاسترليني خلال الأسبوع.
وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% إلى 96.96، بينما ارتفع اليورو 0.1% إلى 1.1773 دولار، مسجلاً مكاسب أسبوعية بنسبة 0.4%.
وارتفع الين الياباني 0.4% إلى 144.375 للدولار، كما صعد الفرنك السويسري بنسبة 0.2% إلى 0.7939.
الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأميركا
من جانبها، تسعى المفوضية الأوروبية إلى التوصل لاتفاق مبدئي مع واشنطن قبل الموعد النهائي. وذكرت تقارير أن اليابان ستُرسل كبير مفاوضيها التجاريين إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، في محاولة لتفادي الرسوم المرتقبة.
وأبدى المستثمرون ارتياحاً نسبياً عقب تقرير الوظائف الأميركية، الذي أظهر زيادة في الوظائف غير الزراعية بواقع 147 ألفاً في يونيو، متجاوزاً التوقعات البالغة 110 آلاف.
وقال هيروفومي سوزوكي، كبير استراتيجيي العملات SMBC: “رغم تباطؤ سوق العمل، فإن عدم حدوث انهيار مفاجئ يُعد مطمئناً، مضيفاً أن “استمرار الجمود في مفاوضات الرسوم الجمركية قد يدفع الدولار إلى مزيد من التراجع، في مقابل صعود الين”.
ووفقاً لأداة فيد ووتش التابعة لبورصة شيكاغو، فإن الأسواق تسعّر احتمال إبقاء الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل بنسبة 95.3 %، ارتفاعاً من 76.2 % في الثاني من يوليو، بينما من المتوقع أن يبدأ خفض الفائدة اعتباراً من سبتمبر/ أيلول أو بعده.