صعدت عملة الدولار الأميركي مقابل عدد من العملات الرئيسية الأخرى خلال تعاملات يوم الثلاثاء الخامس من أغسطس/ آب، لكنه لم يبعد كثيراً عن المستوى المنخفض الذي وصل إليه خلال تعاملات يوم الجمعة.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، بنحو 0.30% إلى مستوى 98.88 بعد اقترابه من أقل مستوياته خلال أسبوع في وقت سابق من التعاملات عند 98.609.
الأداء أمام العملات
في المقابل، تراجعت العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” بنسبة 0.2% مقابل العملة الأميركية في آخر تعاملات إلى مستوى 1.1553 دولار.
وزادت العملة الأميركية بنسبة 0.2% مقابل نظيرتها اليابانية إلى مستوى 147.42 ين، بعد أن كشف محضر اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان المركزي لشهر يونيو/ حزيران أن بعض أعضاء المجلس قالوا إنه سيبحث رفع معدلات الفائدة في حالة انخفاض حدة التوترات التجارية.
وبشأن العملة البريطانية، استقر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، وسط توقعات المتعاملون بمحافظة بنك إنكلترا على توجيهاته بشأن معدل الفائدة في اجتماع السياسة النقدية خلال الأسبوع الجاري. وتحرك الجنيه الإسترليني بشكل طفيف في آخر التعاملات إلى مستوى 1.3292 دولار.
أيضاً استقرت عملة سويسرا عند مستوى 0.8072 فرنك للدولار بعد تراجعها بنسبة 0.5% خلال تعاملات اليوم السابق. غير أنها لا تزال مرتفعة مقارنة بالمستويات التي كانت عليها قبل صدور بيانات اقتصادية أميركية يوم الجمعة، إذ كان في حدود 0.8128 للدولار.
وتسعى سويسرا إلى تقديم “عرض أكثر جاذبية” خلال المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة من أجل تجنب فرض تعرفات جمركية أميركية بنسبة 39% على الواردات من سويسرا مما قد ينعكس على اقتصادها القائم على التصدير بتأثير سلبي كبير.
الأسواق تركز على ترشيحات ترامب لمجلس الاحتياطي الفدرالي
في غضون ذلك، تركز السوق في الوقت الحالي على ترشيحات رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لمجلس إدارة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، وذلك بعد استقالة عضوة المجلس أدريانا كوغلر يوم الجمعة، إلى جانب اختياره لمفوض جديد لمكتب إحصاءات العمل.
وذكر ترامب، خلال تصريحات لشبكة CNBC يوم الثلاثاء، أنه سيعلن خلال وقت قريب عن من سيحل محل العضوة المستقيلة لفترة قصيرة، إلى جانب اختياره لمنصب رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي للفترة المقبلة بعد نهاية ولاية الرئيس الحالي جيروم باول.
اقرأ أيضاً: ترامب لـCNBC: سيتم فرض تعرفات بنسبة 35% على الاتحاد الأوروبي إذا لم يف بالتزاماته
واستبعد الرئيس الأميركي ترشيح وزير الخزانة سكوت بيسنت لخلافة باول الذي تنتهي ولايته خلال شهر مايو/ أيار 2026. ويرغب بيسنت البقاء في منصبه الحالي، بينما يختار ترامب بين أربعة مرشحين لرئاسة الاحتياطي الفدرالي.
من جانبه، علق كبير محللي السوق في Bannockburn Forex، مارك تشاندلر، قائلاً: “البيانات غير مهمة هذا الأسبوع كثيراً. فمع صدور الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من العام، أصبحت معظم البيانات أخباراً قديمة”.
وأضاف تشاندلر: “ما ننتظره في اليوم أو اليومين المقبلين، يتوقع الناس أن يعلن ترامب من سيحل محل عضو الاحتياطي الفدرالي المستقيلة، ومن سيكون مفوضاً لمكتب إحصاءات العمل”.
يوم الأحد، ذكر الرئيس الأميركي أنه سيعلن عن مفوض جديد لمكتب إحصاءات العمل خلال ثلاثة أو أربعة أيام.
وذكر محللون أن خروج كوغلر من مجلس الفدرالي وإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل قد يتسببان في تقوية الرؤى القائلة بأن استقلالية اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة بالفدرالي محمية.
توقعات خفض الفائدة
في سياق متصل، عززت البيانات الضعيفة الصادرة مؤخراً في الولايات المتحدة توقعات خفض معدلات الفائدة في الاحتياطي الفدرالي وأدت إلى موجة بيع حادة للعملة الأميركية.
ويتوقع بنك غولدمان ساكس Goldman Sachs أن يقدم البنك المركزي الأميركي على ثلاثة تخفيضات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس بدءاً من سبتمبر/ أيلول، مع احتمال خفضها بمقدار 50 نقطة أساس في حالة ارتفاع معدل البطالة أكثر في التقرير القادم.
أيضاً يستمر التركيز على حالة عدم اليقين المتعلقة بالتعرفات الجمركية الأميركية بعد الرسوم التي فرضها الرئيس الأميركي على عشرات الدول الأسبوع الماضي، مما أشعل المخاوف بشأن متانة الاقتصاد العالمي.