الدولار يتجه نحو خسارة أسبوعية وسط توقعات تيسير السياسة النقدية

زاد الدولار اليوم الجمعة، لكنه يتجه نحو انخفاض أسبوعي، بعد أن  دفعت البيانات الاقتصادية الضعيفة المتداولين إلى توقع المزيد من خفض أسعار الفائدة هذا العام، وفي الوقت الذي يقيم فيه المستثمرون تعيينات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مجلس الاحتياطي الفدرالي.

وانخفض الدولار منذ أن أظهر تقرير الوظائف الذي صدر الأسبوع الماضي لشهر يوليو تموز أن أصحاب العمل أضافوا وظائف أقل من المتوقع خلال الشهر، في حين تم تعديل بيانات الوظائف عن الأشهر السابقة بالخفض الحاد.

وتشير بيانات أخرى، ومنها ما يتعلق بضعف سوق الإسكان وبيانات قطاع الخدمات، إلى تباطؤ الاقتصاد.

واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء عملة الولايات المتحدة مقابل ست عملات رئيسية، عند مستوى 98.1 خلال تعاملات يوم الجمعة.

أسعار العملات

بينما تراجعت العملة الأميركية بنحو 0.6% منذ بداية الأسبوع مقابل عدد من العملات الأخرى وسط تصاعد المخاوف المتعلقة بهبوط الزخم الاقتصادي الأميركي، خاصة في سوق العمل، مما خلق حالة من التفاؤل بشأن خفض معدلات الفائدة.

في المقابل يُتداول الجنيه الإسترليني بالقرب من أعلى مستوياته خلال أسبوعين عند 1.3439 دولار، مع تمسكه بالمكاسب التي سجلها يوم الخميس بعد خفض بنك إنكلترا معدلات الفائدة بفارق ضئيل في التصويت بأغلبية خمسة أصوات مقابل أربعة أصوات، في إشارة إلى عدم الاقتناع بالميل إلى تيسير السياسة النقدية.

ويتجه الجنيه الإسترليني إلى تحقيق أفضل أداء أسبوعي له منذ أواخر الشهر قبل الماضي.

وتراجع الين مقابل العملة الأميركية التي ارتفعت بنحو 0.4% إلى 147.62 للدولار، كما انخفض اليورو بنحو 0.3% إلى 1.1635 دولار، ورغم ذلك بقي قرب أعلى مستوياته خلال أسبوعين، مع شعور المستثمرين بالارتياح لاحتمال حدوث مفاوضات أميركية روسية بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا.

يوم الخميس، قال مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون السياسة الخارجية، يوري أوشاكوف، إن الرئيسين الروسي والأميركي سيعقدان اجتماعاً في الأيام المقبلة، كأول قمة بين زعيمي الدولتين منذ عام 2021.

استقلالية الفدرالي

في سياق آخر، رشح رئيس الولايات المتحدة رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، ستيفن ميران، لشغل عضوية مجلس الاحتياطي الفدرالي خلفاً لأدريانا كوغلر التي استقالت يوم الجمعة الماضي.

وبينما يستمر قلق المتعاملين بشأن استقلالية الاحتياطي الفدرالي الأميركي ومصداقيته في ظل الانتقادات المتكررة من رئيس البلاد لعدم خفض معدلات الفائدة، يعتقد محللون أنه من غير المرجح أن يكون لتعيين ميران أي تأثير كبير في سياسة البنك المركزي.

تعليقاً على تلك التطورات، قالت محللة للأسواق العالمية في J.P. Morgan Asset Management في سنغافورة: “ما زلنا نعتقد أن استقلالية البنك المركزي (الأميركي) ستظل سليمة إلى حد كبير”.

وتتوقع المحللة استمرار البنك المركزي في التركيز على البيانات الواردة وقوة اقتصاد الولايات المتحدة بشكل عام.

مؤشر أسعار المستهلكين

وستوجه السوق تركيزها في الأيام المقبلة إلى بيانات تضخم أسعار المستهلكين الأميركيين التي تصدر الأسبوع المقبل، وسط تقديرات من اقتصاديين في استطلاع لوكالة رويترز بصعود مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أساس شهري بنسبة 0.3% خلال الشهر الماضي

وبحسب أداة فيد ووتش التابعة لـ CME، يتوقع المتعاملون احتمالاً بنسبة 93% لخفض معدلات الفائدة في الاحتياطي الفدرالي خلال شهر سبتمبر/ أيلول، مع توقعات بتنفيذ خفضين على الأقل بمعدلات الفائدة الأميركية قبل نهاية 2025.

خسائر الدولار

وخلال العام الجاري، تكبد الدولار خسائر ملحوظة، وتراجع بنحو 9.5% مقابل مجموعة من العملات الرئيسية، في ظل سعي المتعاملين إلى توفير بدائل وسط مخاوف بشأن السياسات التجارية المتقلبة للرئيس الأميركي.

وتشير توقعات محللين إلى استمرار العملة الأميركية تحت الضغط، ولكنهم يرون أنه من المستبعد أن تعاني من تراجع حاد بنفس القدر.