تراجعت العقود المستقبلية للذهب في نيويورك، مع ترقّب المتعاملين توضيحاً من البيت الأبيض بشأن سياسته الجمركية، وذلك بعدما فاجأت وكالة حكومية أميركية الأسواق الأسبوع الماضي بقرار رسمي يقضي بفرض رسوم على سبائك الذهب وزن 100 أونصة، وكيلوغرام.
جرى تداول العقود المستقبلية يوم الاثنين بزيادة تقارب 65 دولاراً للأونصة فوق السعر الفوري العالمي، بعدما قفزت الجمعة إلى مستوى قياسي قبل أن تمحو مكاسبها، إثر تصريح الإدارة الأميركية لـ”بلومبرغ” بأنها ستوضح ما وصفته بـ”المعلومات المضللة” بشأن فرض الرسوم على الذهب.
تراجع فارق الأسعار بين مراكز التداول في الولايات المتحدة ولندن إلى أقل من 60 دولاراً للأونصة بعد أن كان قد قفز في وقت سابق إلى أكثر من 100 دولار، إثر الصدمة الأولى الناجمة عن قرار فرض الرسوم الجمركية.
تداعيات عالمية على السبائك
تحمل السياسة الأميركية تداعيات واسعة على تدفقات السبائك حول العالم، وقد تؤثر على انسيابية عمل العقود المستقبلية للذهب في الولايات المتحدة.
كانت الإدارة الأميركية قد أعفت المعدن النفيس من الرسوم الجمركية في أبريل الماضي، ويقول المتعاملون إن أسواق المعادن النفيسة ستظل في حالة ترقب وحذر حتى تتضح الرؤية على المدى الطويل.
كتب جوزيف كافاتوني، كبير استراتيجيي السوق لأميركا الشمالية في مجلس الذهب العالمي، في منشور على منصة “لينكدإن”: “قطاعات سوق الذهب كافة تتسم بالانضباط في تعاملاتها، بينما يترقب القطاع صدور هذا التوضيح المحتمل. وسنواصل متابعة تطورات الوضع وتحديث أبحاثنا و تحليلاتنا مع توافر معلومات أوضح”.
مكاسب سنوية في الذهب
ارتفع سعر المعدن النفيس بنحو 30% منذ بداية العام، رغم أن الجزء الأكبر من هذه المكاسب تحقق خلال الأشهر الأربعة الأولى، بفعل التوترات الجيوسياسية والتجارية التي أربكت السوق.
أنهت الأسعار تعاملات الجمعة على ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، مقتربة من أعلى مستوى تاريخي سجّلته في أبريل بفارق نحو 100 دولار.
يترقب المتعاملون صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة المرتقبة يوم الثلاثاء، بحثاً عن مؤشرات حول نهج مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن تحديد أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
ويتوقع اقتصاديون أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين، باستثناء بنود الغذاء والطاقة شديدة التقلب، بنسبة 0.3% في يوليو، مقارنة بزيادة 0.2% في يونيو.
خفض الفائدة قد يدعم الذهب
يواصل البنك المركزي مقاومة ضغوط الرئيس دونالد ترمب لتخفيف السياسة النقدية، في محاولة لتحقيق التوازن بين مخاطر تباطؤ سوق العمل واستمرار التضخم عند مستويات مرتفعة. تُعد أسعار الفائدة المنخفضة عاملاً داعماً للذهب، كونه أصلاً لا يدرّ عائداً.
تراجعت العقود المستقبلية للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1.2% خلال التعاملات المبكرة في آسيا يوم الإثنين، بينما انخفض سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.3% إلى 3387.14 دولار للأونصة عند الساعة 8:15 صباحاً في سنغافورة. لم يشهد مؤشر “بلومبرغ” للدولار تغيراً يُذكر، في حين انخفضت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم جميعها.