ارتفعت أسعار النفط على خلفية البيانات الاقتصادية الأميركية القوية وتفاقم انقطاع الإمدادات في ليبيا.
صعد سعر مزيج برنت 1.6% لتتم تسويته دون مستوى 80 دولاراً للبرميل بعد هبوطه بأكثر من 3% خلال الجلستين السابقتين. وأنهى سعر خام غرب تكساس الجلسة بالقرب من مستوى 76 دولاراً للبرميل، مقترباً من متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم، والذي كان بمثابة سقف تحركاته مؤخراً. نما الاقتصاد الأميركي بوتيرة أقوى قليلاً في الربع الثاني، مما أدى إلى ارتفاع مؤشرات الأسهم.
وزاد ارتفاع الأسعار مع تعليق ليبيا صادرات النفط من خمسة موانئ في الشرق. بينما انخفض إنتاج البلاد بشكل أكبر وسط تصاعد أزمة السيطرة على البنك المركزي. انخفض إنتاج النفط بأكثر من النصف هذا الأسبوع إلى ما دون 450 ألف برميل يومياً منذ بدء التوقف.
قال سكوت شيلتون، متخصص الطاقة في شركة “TP ICAP Group”: “إن استمرار انقطاع الإنتاج من ليبيا سوف يؤدي إلى محو أثر الزيادة المتوقعة في الإمدادات في الربع الرابع ويخلق سَحباً، الأمر الذي سيضع المخزونات عند مستويات منخفضة بشكل خطير”.
مخاطر جيوسياسية
من جهة أخرى، قال روبرت ياوجر، مدير قسم عقود الطاقة الآجلة في شركة “ميزوهو سيكيوريتيز” بالولايات المتحدة، إن الدافع الآخر لارتفاع أسعار النفط هو استمرار خطر تصاعد صراع إسرائيل مع حزب الله أو إيران. خلال عطلة نهاية الأسبوع، حلقت 100 طائرة حربية إسرائيلية فوق جنوب لبنان، وأسقطت الآلاف من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله فيما أطلق عليه اسم الضربة الاستباقية. ورغم تراجع التوترات يوم الاثنين، فإن خطر نشوب حرب على مستوى المنطقة لا يزال قائما.
ولا يزال سعر مزيج برنت القياسي العالمي يتجه نحو تسجيل هبوط طفيف هذا الشهر، حتى بعد الانخفاضات المتكررة في المخزونات الأميركية التي تقيد الإمدادات العالمية. ولا تزال المخاوف بشأن النمو في الصين مستمرة أيضاً، حيث من المرجح أن تفشل في تحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، وفقًا لمسح أجرته بلومبرغ، مما يقوض الطلب بأكبر اقتصاد في آسيا.
خفضت مجموعتا “غولدمان ساكس” و”موغان ستانلي” توقعاتهما لأسعار النفط لعام 2025 في الأيام الأخيرة، حيث توقع كلاهما فائضاً في العام المقبل مع فقدان انتعاش الصين لقوته.
ومع ذلك، ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف هذا العام خاصة أن توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وانضباط العرض في “أوبك+” يقابلان الطلب الصيني الضعيف. ومع ذلك، يخيم على السوق احتمال قيام التحالف بزيادة الإنتاج بدءاً من أكتوبر. وينقسم المتداولون حول قرار التحالف المضي قدما في الزيادات المخطط لها، وفقاً لمسح أجرته بلومبرغ.
قال جون كيلدوف، المؤسس المشارك لشركة “أغين كابيتال”: “لا تزال البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة من الصين تمثل تحدياً، وإذا أمكن حل الوضع في الشرق الأوسط أو الإشارة إلى أنه سيحل، أتوقع أن تستأنف الأسعار مسارها الهبوطي”.