واصلت العملة الصينية تقدمها الأخير إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من عام، حيث يترقب المتداولون علامات على شراء الشركات، وسط ضعف واسع النطاق للدولار.
ارتفع اليوان في الخارج بنسبة 0.3% إلى 7.0752 مقابل الدولار، وهو أقوى مستوى له منذ يونيو 2023. وزادت العملة بنحو 2% في أغسطس لمحو خسائرها لهذا العام، وهي الآن مرتفعة بنحو 0.7% في عام 2024 مقابل الدولار المتعثر.
وإلى جانب نظيراتها الآسيوية، استفادت العملة الصينية من التوقعات المتزايدة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سوف يخفض أسعار الفائدة قريباً، وهو ما دفع التجار إلى بيع الدولار وشراء العملات المحلية. ومع احتفاظ المصدرين الصينيين بكمية هائلة من النقد الأجنبي، تزايدت التكهنات بأنهم سوف يبحثون أيضاً عن بيع المزيد من الدولارات، وسط التحول في المشاعر.
تعززت العملة الصينية من خلال التخلص من استراتيجية كانت رائجة في السابق، تضمنت قيام التجار باقتراض اليوان بثمن بخس وبيعه مقابل سعر صرف أعلى عائداً.
وقال كين تشيونج، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في “بنك ميزوهو” إنه “مع تحول المشاعر الهبوطية لليوان، فإن تدابير التحفيز الأخيرة من شأنها أن تشكل دعماً أقوى لآفاق النمو في الصين. وإذا تحقق ارتفاع كبير في قيمة اليوان، فقد يدفع ذلك المصدرين إلى تحويل النقد الأجنبي إلى اليوان، ودفع العملة إلى مستويات أقوى”.
ضغوط تباطؤ النمو
مع ذلك، سيستمر اليوان في مواجهة الضغوط الناجمة عن تباطؤ النمو، مع تباطؤ إنفاق المستهلكين وتجنب حكومة الرئيس شي جين بينغ إجراء تحفيزات ضخمة. وينتظر التجار أيضاً لمعرفة ما إذا كان بنك الشعب الصيني سيقاوم قوة العملة المدارة، خوفاً من تأثيرها على المصدرين في البلاد.
اشترت البنوك المملوكة للدولة الدولار عند حوالي 7.0910، مما حد من ارتفاع قيمة اليوان، وفقاً لتجار طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء التعليق على سوق الصرف الأجنبي.
ارتفع اليوان المحلي بعد أن رفع بنك الشعب الصيني سعره المرجعي اليومي إلى أعلى مستوى في شهرين، ليصل إلى 7.1124 للدولار يوم الجمعة.
قالت بيكي ليو، رئيسة استراتيجية الاقتصاد الكلي للصين في بنك “ستاندرد تشارترد”: “ستكون الزيادة الإضافية أبطأ وأكثر تقلباً، نظراً لأن السعر الفوري يُتداول بالفعل دون سعر التثبيت”. وأضافت: “نعتقد أن الدولار مقابل اليوان سيكون أقل بحلول نهاية العام، عند 7.0-7.1”.