ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي بعد أن عطلت العاصفة “فرانسين” إنتاج الخام في خليج المكسيك، مع توقف عمليات البيع القوية المعتمدة على الخوارزميات التي شهدتها السوق خلال الجلسات الأخيرة.
صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2% لتتم تسويته عند 69 دولاراً للبرميل تقريبا، بينما استقر سعر خام برنت قرب 72 دولاراً للبرميل. هدأت تقلبات أسعار النفط بعد صعودها لأعلى مستوياتها في تسعة أشهر يوم الثلاثاء.
تقلص إنتاج النفط في خليج المكسيك
أجبر “فرانسين” -الذي يتجه للضعف الآن من قوة الإعصار السابقة- على توقف إنتاج يعادل حوالي 670 ألف برميل يوميا في خليج المكسيك، وفق المكتب الأميركي للسلامة وإنفاذ البيئة. وهذا يعادل أكثر من ثلث إنتاج النفط في المنطقة.
في سياق مواز، أظهر المستثمرون المعتمدون على النماذج والمعروفون باسم مستشاري تداول السلع الأساسية علامات على التوقف بعد أيام من البيع المكثف.
قال ستيفن روزيم، العضو المنتدب لـ”بريدجتون ريسرش غروب” (Bridgeton Research Group): “لا نرى عمليات بيع في الأسواق، ولا توجد أي أوامر (بيع) جوهرية على مزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط والمنتجات عند الإغلاق. ومع ذلك، إذا ما عاودت السوق الهبوط، فإن عمليات البيع الجديدة ستدخل السوق في النهاية، ولكن ليس في الأجل القريب”.
تحركات الأسعار اليومية تتأثر أيضاً بشكل كبير بأسواق الخيارات، التي تحتفظ بأكثر من 90 مليون برميل من خيارات مزيج برنت بسعر 70 دولاراً على مدى الأشهر الـ12 المقبلة. إذا ما انخفضت الأسعار عن هذا المستوى، فسيتوجب على المتداولين الذين باعوا تلك العقود بيع العقود الآجلة لإدارة مخاطرهم، ومع ارتفاع الأسعار بعيداً عن 70 دولاراً، فإنهم يقومون بالعكس.
مخاوف ضعف الطلب
ولا يزال سعر النفط منخفضا بشكل ملحوظ هذا العام، بسبب التراجعات الحادة الناجمة عن التوقعات بضعف الطلب في الصين، أكبر مستورد، وعلامات التباطؤ في الولايات المتحدة.
وعززت وكالة الطاقة الدولية هذه المخاوف يوم الخميس، وقالت إن نمو الطلب العالمي على النفط يتباطأ بشكل حاد مع تباطؤ الاقتصاد الصيني. وتتوقع المنظمة حدوث تخمة في المعروض العام المقبل حتى لو قام تحالف “أوبك+” –الذي مدد بالفعل قيود الإنتاج لمدة شهرين– بتمديد تخفيضات الإمدادات.
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”: “تحتاج السوق الآن إلى معرفة ما إذا كانت الأسعار الحالية تعكس قدراً مبالغاً فيه من التشاؤم. من المؤكد أن وكالة الطاقة الدولية لم تكن متفائلة إلى هذا الحد، حيث أكدت بشكل أساسي أن سبب التباطؤ يكمن في الصين في الوقت الحالي. ومع تلاشي تأثير (فرانسين) في الأيام المقبلة، ستظل السوق عرضة لمحاولات البيع الجديدة”.