انخفضت أسعار النفط وسط تعاملات متقلبة بعدما غطت علامات ضعف الطلب على التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وقرار الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة 50 نقطة أساس.
تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 71 دولاراً للبرميل، بينما استقر سعر مزيج برنت فوق 73 دولاراً للبرميل. وأظهرت بيانات حكومية صدرت يوم الأربعاء أن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة واصل انخفاضه أكثر إلى ما دون 9 ملايين برميل يومياً، وانحسار استهلاك وقود الطائرات للأسبوع الثالث على التوالي. قلصت أسعار العقود الآجلة خسائرها في وقت لاحق، بل ودخلت لفترة وجيزة إلى المنطقة الإيجابية بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، قبل أن تعود للهبوط مجددا.
خفض “دفاعي” للفائدة
قال روهان ريدي، رئيس تطوير الأعمال الدولية واستراتيجية الشركات في “غلوبال إكس مانجمنت” (Global X Management): “إن قرار الاحتياطي الفيدرالي هو إجراء دفاعي، ولكن السوق استقبلته بشكل جيد للغاية”، و”القطاع الأكثر تأثرا بالتضخم في السوق، مثل النفط، قد تنظر إلى هذا الإجراء على أنه ضعف في الطلب. أتوقع أن تتحرك أسعار النفط في نطاق محدد حتى تحدد السوق تأثير ذلك على الطلب”.
أسعار النفط ارتفعت في الجلستين السابقتين بفعل تعطل الإمدادات في ليبيا، والإنتاج الأميركي في خليج المكسيك، بالإضافة إلى زيادة الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون أكثر جرأة في خفض أسعار الفائدة.
وفي الشرق الأوسط، اتهم حزب الله المدعوم من إيران إسرائيل يوم الثلاثاء بتدبير هجوم في لبنان باستخدام أجهزة اتصال لاسلكية متفجرة، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة الآلاف. تعرض لبنان لموجة جديدة من انفجارات أجهزة الاتصالات، بما فيها أجهزة الاتصال اللاسلكي، يوم الأربعاء.
ومع ذلك، لا تزال أسعار النفط منخفضة بشكل ملحوظ خلال هذا الربع، مما يعكس التوقعات القاتمة للطلب في الصين وخطط “أوبك+” لاستعادة بعض الإنتاج المتوقف. وأدى ضعف الاستهلاك إلى قيام بعض المصافي في أوروبا بتخفيض معدلات المعالجة. وفي الوقت نفسه، في الصين، أدت الهوامش الضعيفة إلى إفلاس مصفاتين صغيرتين بأكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.
قال روب ثوميل، مدير المحافظ بشركة “تورتويز كابيتال أدفايزرز”: “تعد الصين أحد أكبر محركات نمو الطلب على النفط. يبقى السؤال الكبير الآن، إلى أين تتجه؟”.