ارتفع سعر خام “برنت” إلى 80 دولاراً للبرميل، وهو أعلى سعر له منذ أغسطس، حيث أثارت التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط تكهنات بأن إسرائيل قد تهاجم البنية التحتية النفطية الإيرانية.
واصل المؤشر القياسي العالمي ارتفاعه بنسبة 3.7% يوم الإثنين بعد موجة صعود خلال الأسبوع الماضي مدفوعة بالتكهنات حول كيفية رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني يوم الثلاثاء. قال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة، إنه لا يعرف متى سيأتي الرد الإسرائيلي، و”سأفكر في بدائل أخرى غير ضرب حقول النفط”.
قالت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في مجال الطاقة في مجموعة “سي آي بي سي برايفت ويلث غروب” (CIBC Private Wealth Group) إن “القلق يتزايد”. وأضافت: “كلما طال انتظارنا، أعتقد أن الخوف يتراكم، كما هو الحال في الألعاب الأفعوانية، عندما تصعد إلى القمة فإنك تتوقع الهبوط”.
كما ارتفع خام “غرب تكساس” الوسيط الأميركي بنسبة 3.7%، متجاوزاً 77 دولاراً للبرميل.
توتر مستمر
لا يزال التوتر يخيم على الشرق الأوسط، حيث أطلقت “حماس” وابلاً من الصواريخ باتجاه تل أبيب، وأرسلت إسرائيل قواتها إلى شمال غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع استمرار الهجمات الجوية والمناورات البرية التي تصفها بأنها “محدودة” في لبنان. عاد إنتاج النفط الإيراني إلى طاقته الكاملة تقريباً، وقد يكون عرضة للخطر مع تصاعد التوترات.
سجل خام “برنت” الأسبوع الماضي، أكبر مكسب أسبوعي له منذ يناير 2023، بسبب التوترات المتزايدة في منطقة تمثل حوالي ثلث المعروض العالمي من الخام. ويمثل هذا الارتفاع انعكاساً صارخاً في الأسواق، بعد انخفاض الأسعار في الربع الثالث بسبب المخاوف بشأن توقعات العرض والطلب للعام المقبل. وكتب محللون من مجموعة “غولدمان ساكس”، من بينهم دان سترويفن، في مذكرة، أن “برنت” قد يرتفع إلى 90 دولاراً، إذا تعطلت إمدادات النفط الإيرانية.
وبشكل منفصل، استشهد المتداولون أيضاً بمذكرة من “غولدمان ساكس” تقدر أن المتداولين الذين يعتمدون على الخوارزميات والمعروفين باسم مستشاري تداول السلع الأساسية، قد يطلقون العنان لما يصل إلى 40 مليار دولار من عمليات الشراء في “برنت” و”غرب تكساس” الوسيط مجتمعين، إذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير. وقد جمعت هذه الصناديق، إلى جانب المضاربين الآخرين، موقفاً هبوطياً قياسياً قبل ظهور التوترات الأخيرة، وقد قاموا بسرعة بتفكيك هذه الرهانات على مدار الأسبوع الماضي.
إعادة تسعير توقعات خفض الفائدة
كما أعادت الأسواق العالمية تسعير توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بعد تقرير الوظائف الضخم يوم الجمعة. لم يعد المتداولون يرون خفضاً آخر بمقدار نصف نقطة هذا العام، وسط توقعات بأن الاقتصاد الأميركي سيستمر في النمو، وإعادة إشعال التضخم، مما يترك مجالاً ضئيلاً لخفض الفائدة.
كما أبقت احتمالات انقطاع الإمدادات بسبب إعصار “ميلتون” في خليج المكسيك المستثمرين في حالة تأهب. وأجلت شركة “شيفرون” العاملين من إحدى المنصات، وأوقفت الإنتاج يوم الإثنين.
تستمر أسواق الخيارات للنفط في الاحتفاظ بتحيزها نحو الدعوات الصعودية، والتي تعود بالفائدة على المشترين عندما ترتفع العقود الآجلة. وكان مقياس التقلبات الضمنية لخام “برنت” قريباً من أعلى مستوى في ما يقرب من عام، في حين أضاف مديرو الأموال المزيد من المراكز الطويلة الصافية للمؤشر العالمي.
سيعقد أكبر مخطط اقتصادي في الصين مؤتمراً صحفياً يوم الثلاثاء، لمناقشة حزمة من السياسات التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي، وفقاً لإشعار من الحكومة يوم الأحد. وتتزايد التوقعات بين المحللين بأن توسع بكين الإنفاق العام كجزء من حزمة التحفيز الخاصة بها.
وقال سكوت شيلتون، المتخصص في الطاقة في “تي سي آي سي إيه بي” (TC ICAP)، إن السوق “تعاني من نقص خطير في الراغبين بامتصاص المخاطر”، إذ مر معظم المتداولين بعام صعب، وهم غير راغبين في تحمل مخاطر التقلبات الهائلة في هذا الوقت القريب من نهاية العام”.