الدولار يفقد زخمه.. أدنى مستوى في 3 أشهر بسبب رسوم ترمب

انخفض الدولار الأميركي إلى أقل مستوى منذ 3 أشهر بسبب المخاوف من التأثير السلبي للرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد، وسجلت العملة الخضراء أكبر تراجع أمام اليورو بالأخص.

تراجع مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري بنحو 0.6% الأربعاء، ليسجل أدنى مستوى له منذ 9 ديسمبر. فيما كان اليورو بين أفضل العملات أداء مقابل العملة الأميركية، بعد إعلان ألمانيا عن خطط لزيادة الاستثمار في مجالي الصناعات العسكرية والبنية التحتية. ارتفع سعر صرف اليورو إلى 1.07 دولار، وهو مستوى لم يصل إليه منذ 11 نوفمبر.

اتخذ الدولار مساراً هبوطياً هذا الأسبوع، بعد دخول الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على كندا والمكسيك حيز التنفيذ، ما أجج المخاوف من أن تؤثر الحرب التجارية العالمية سلبياً على النمو الاقتصادي، وتجبر البنوك المركزية الكبرى على إجراء خفض أكبر لأسعار الفائدة.

الإنفاق العسكري يدعم اليورو

تشير عقود المقايضة إلى خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 71 نقطة أساس بنهاية العام، مقابل 66 نقطة أساس يوم الجمعة.

قال فالنتين مارينوف، المدير العالمي لاستراتيجية أسعار الصرف لدى “كريدي أغريكول سي آي بي” (Credit Agricole CIB)، إن “الاقتصاد الأميركي قد يتعرض لمزيد من التباطؤ، ويجبر الاحتياطي الفيدرالي على استئناف دورة التيسير النقدي خلال النصف الثاني من العام. وقد يضطر البنك المركزي إلى إنهاء برنامج التشديد الكمي ليتكيف مع خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للإنفاق الحكومي. ما قد يقوض تفوق الدولار”.

في الوقت نفسه، فإن تحركات واشنطن لتقليل وجودها العسكري الدفاعي في أوروبا دفعت زعماء المنطقة إلى التخطيط سريعاً لتعزيز القدرات العسكرية، حيث تعتزم ألمانيا تخصيص مليارات اليوروهات للاستثمار في مجالي الصناعات العسكرية والبنية التحتية، ما يشكل تحولاً جذرياً أدى إلى ارتفاع اليورو وتراجع السندات الحكومية الألمانية.

تراجع هيمنة الدولار

بينما يُعد الدولار عادةً العملة الأشد أماناً في العالم، نظراً لحجم السيولة والاستقرار السياسي في الولايات المتحدة، شكك مصرف “دويتشه بنك” في ذلك؛ إذ أشار المدير العالمي لاستراتيجية أسعار الصرف لدى البنك، جورج سارافيلوس، إلى احتمال أن تفقد العملة الخضراء مكانتها التقليدية بصفتها ملاذاً آمناً مع تأقلم الأسواق العالمية مع نظام عالمي جديد.

ولفتت كاثلين بروكس، مديرة البحوث لدى شركة الوساطة “إكس تي بي” (XTB)، إلى أن “الانتعاش الكبير لليورو يشير إلى صعود نجم أوروبا، حيث يواصل الدولار فقدان جاذبيته مع تلاشي (تأثير ترمب)”.