انخفضت أسعار النفط لأدنى مستوياتها في نحو ستة أشهر، مع تفاقم تأثير الحروب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على آفاق الطلب، في وقت يشير تحالف “أوبك+” إلى الاستعداد لإعادة بعض الإمدادات إلى السوق.
نزل خام “برنت” بنسبة 2.4% ليستقر عند مستوى أعلى قليلاً من 69 دولاراً، في حين انخفض خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 2.9% ليستقر عند مستوى 66 دولاراً.
كان كلا السعرين عند الإغلاق الأدنى منذ أوائل سبتمبر، في حين سجل خام “برنت” في وقت ما من الجلسة أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2021، قبل أن يقلص خسائره.
تهدد التدابير التجارية التي اتخذها ترمب بتقليص الطلب العالمي على الخام، وإعادة رسم تدفقات النفط، على الرغم من عدم وضوح تركيبتها النهائية ومدة فرض هذه الرسوم.
على جانب العرض، سيمضي “أوبك+” قدماً في زيادة الإنتاج المقررة، في وقت زادت المخزونات المحلية الأميركية الأسبوع الماضي، مما زاد من التوقعات بحدوث فائض هذه السنة.
سياسات ترمب تضغط على الطلب
اتجهت أسعار الخام إلى الانخفاض منذ منتصف يناير، حيث أثارت سياسات ترمب مخاوف من حروب تجارية متعددة. تجار خيارات النفط هم الأكثر تشاؤماً في خمسة أشهر، إذ ارتفعت أحجام عقود خيارات البيع الهبوطية يوم الثلاثاء.
يؤدي الغموض المتزايد إلى دفع العديد من الشركات إلى خفض توقعاتها للأسعار. وخفض مستشار الصناعة “إنفيروس” (Enverus) توقعاته لخام “برنت” إلى 70 دولاراً للبرميل لهذا العام، من 80 دولاراً سابقاً. كما خفض “مورغان ستانلي” توقعاته بمقدار 5 دولارات، إلى 70 دولاراً للبرميل للربع الثاني من عام 2025. “سيتي غروب” يرى أن خام “برنت” سينزلق إلى 60 دولاراً للبرميل.
قالت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في مجال الطاقة في مجموعة “سي آي بي سي برايفت ويلث” إن السوق “تعيد تسعير مخاطر الهبوط في أسعار النفط، وتتحول من مستوى 65 دولاراً في خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى أقرب إلى 60 دولاراً”.
وأضافت: “في هذه المرحلة، تحول التركيز تماماً من مخاطر العرض إلى مخاوف الطلب، وهو ما قد يشير إلى أننا نقترب من القاع”.