كيف تتباين التقارير الصادرة مؤخرا حول مستقبل الطلب على النفط؟

دعا البيت الأبيض أوبك وحلفائها إلى زيادة الإنتاج في محاولة لمكافحة ارتفاع أسعار البنزين وذلك وسط مخاوف من أن ارتفاع التضخم قد يعرقل التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا.

وأشار البيت الأبيض إلى إن اتفاق يوليو تموز الذي أبرمته المجموعة لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا على أساس شهري هو غير كاف, بسبب مستلزمات التعافي العالمي.

هذا و يبلغ إجمالي خفض المنظمة قرابة 6 ملايين برميل يوميًا والتي من المنتظر أن تتخلى عنها أوبك+ خلال السنوات القادمة.

وحذر تقرير وكالة الطاقة الدولية إن قيود كورونا في الدول المستهلكة للنفط وخاصة في آسيا ستخفض الطلب على النفط. هذا مادفع لتخفيض قوي في توقعات الطلب لنهاية العام بسبب تفاقم الجائحة.

كما أن الوكالة توقعت أن يسجل سوق النفط فائضا في العام القادم في حال واصلت أوبك+وقف تخفيضاتها.

وأشارت المؤسسة الدولية إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط 5.3 مليون ب/ي في 2021 و3.2 مليون ب/ي في 2022

أما تقرير أوبك الشهري.. فقد أظهر رفع المنظمة لتوقعاتها حول نمو الاقتصاد العالمي هذا العام بـ 0.1%، على الرغم من انتشار سلالة دلتا فيما أبقت توقعات نمو الطلب العالمي على النفط عند 6 ملايين ب/ي في 2021 و3.3 مليون ب/ي 2022

وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري إن ارتفاع الطلب على النفط عكس مساره في يوليو تموز ومن المنتظر أن يمضي بوتيرة أبطأ لبقية العام بعدما دفعت أحدث موجة من تفشي كوفيد-19 دولا لفرض القيود من جديد.

وقالت الوكالة التي مقرها باريس “تم خفض النمو في النصف الثاني من 2021 بوتيرة حادة، إذ يبدو أن القيود الجديدة لمكافحة كوفيد-19 المفروضة في عدة دول كبيرة مستهلكة للنفط، على الأخص في آسيا، ستقلص التنقلات واستخدام النفط”.

وأضافت “تقديراتنا الآن تشير إلى أن الطلب هبط في يوليو تموز إذ أدى الانتشار السريع للسلالة المتحورة دلتا من كوفيد-19 إلى تعطيل عمليات التسليم في الصين وإندونيسيا وأجزاء أخرى في آسيا”.

وحددت الوكالة انخفاض الطلب الشهر الماضي عند 120 ألف برميل يوميا وتوقعت أن يكون النمو في النصف الثاني من العام أقل بواقع نصف مليون برميل يوميا مقارنة مع تقديرها الصادر الشهر الماضي، مشيرة إلى أن بعض التغييرات سببها مراجعات لبيانات.

وقال فيل فلين وهو من كبار المحللين لدى برايس فيوتشرز جروب في شيكاغو “يبدو أن تقرير وكالة الطاقة الدولية يشير إلى أننا سنشهد تراجع الطلب بعض الشيء بسبب تفشي كوفيد-19 ولأن ذلك سيقلل احتمالات حدوث ما يطلق عليه الدورة الفائقة في النفط”.

وفي تقريرها الشهري الصادر اليوم أيضا، تمسكت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بتوقعها تعافيا قويا في الطلب العالمي على النفط في 2021 و2022، على الرغم من المخاوف بشأن انتشار الفيروس.

جاء ذلك بعد يوم من حث الولايات المتحدة أوبك وحلفاءها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، على زيادة الإنتاج لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين الذي ترى واشنطن إنه يمثل تهديدا للتعافي الاقتصادي العالمي.

واتفقت أوبك في يوليو تموز على زيادة الإنتاج شهريا بمقدار 400 ألف برميل يوميا مقارنة مع الشهر السابق، بدءا من أغسطس آب، لحين انتهاء بقية تخفيضاتها القياسية البالغة عشرة ملايين برميل يوميا، نحو عشرة بالمئة من الطلب العالمي، التي طبقتها في 2020.

وقالت إيه.إن.زد في مذكرة “قالت إدارة بايدن إن زيادات الإنتاج التي تم الاتفاق عليها مؤخرا لن تعوض تماما تخفيضات الإنتاج السابقة التي فُرضت خلال الجائحة”.