التحليل التقني والتحليل الموضوعي للاسهم

يعتمد التحليل التقني لسهم او لتحركات سوق من الاسواق على ال ” غرافيك ” او ” الرسم ” الذي يخطه هذا السهم او تخطه هذه السوق خلال تحركاتها اليومية او الاسبوعية او الشهرية ..واليوم اذ تحول هذا التحليل كليا الى الاعتماد على أجهزة الكمبيوتر فقد تطورت اساليبه وتشعبت وكثرت المذاهب والمدارس والنظريات بحيث صار يصعب على كل مبتدئ ان يميز بينها او يختارما يناسب عمله او منهجه ٠
هذه الاساليب والفنون سنعود اليها في تحليل لاحق لتبسيط بعضا من طرقها وسنكتفي اليوم بمقرنة سريعة

بينها وبين التحليل الموضوعي الذي يرتكز على البيانات الاقتصادية الصادرة عن شركة معينة والتي توضح مستويات الربح او الخسارة كما تشير الى التطلعات المستقبلية والتقديريات المتعلقة بها ٠
ومن المعروف ان التحليل التقني ينظر اليه من قبل الكثيرين من المحللين الموضوعيين او علماﺀ الاقتصاد بعين الشك وعدم الثقة . فهم يعتبرون هذه الطريقة قائمة على الصدفة وغير مرتكزة على اسس علمية واضحة . رغم ذلك فقد اكتسب هذا المذهب في الفترة الاخيرة الكثيرين من المؤيدين الذين اعتمدوا عليه في عملهم دون التحليل الموضوعي. والسبب في ذلك انما يعود الى فشل التحليل الموضوعي في توقع التراجعات الحادة التي منيت بها اسواق الاسهم العالمية في الفترة الاخيرة ، كما يعود الى عمليات التزوير التي اكتشفت مؤخرا في دفاتر العديد من الشركات العالمية الكبرى من امثال ” انرون ، وورلدكوم ، تايم وورنر ” .اذ اية قيمة او اية مصداقية تبقى لتحليل مرتكز على دفاتر حسابات شركة من الشركات اذا كانت هذه الشركة قد زورت دفاترها وعبثت في أرقامها ؟ ومحللو الكثيرين من البنوك ليسوا كذلك بمعزل عن الاتهام فهم لا يتورعون عن التصريح في العلن بغير ما يعتمدونه هم في تحليلاتهم المصرفية الخاصة . فقد ينصحون بشراﺀ سهم ما ثم يعمدون فورا الى بيعه مستغلين تحسن السهم نتيجة اقبال المستثمرين عليه ٠
بالاضافة الى ذلك فان المضاربين الذين يعتمدون على الصفقات السريعة في اعمالهم لا يمكن لهم الا ان يعتمدوا على التحليل التقني وحده . فحسابات الشركة لا تعني بالنسبة لهم الشيﺀ الكثير بل ما يعنيهم هي تلك التحركات المؤية السريعة التي تحمل لهم الجديد ربحا او خسارة ٠
ولا يعتقدن احد ان التحليل التقني علم بسيط يكتسبه المرﺀ دونما جهد او عناﺀ . ولا يعتقدن احد ان تعلم هذا العلم امر كاف للشروع في الاعتماد عليه في عملية البيع او الشراﺀ . ذلك ان هذا الفن انما يعتمد على الخبرة اعتماده على المعرفة ، والخبرة تعني ان تمارس العمل فعلا . وان تمارس العمل يعني ان تكون مستعدا للمخاطرة بمبالغ مالية غير قليلة لكي تتمكن من اكتساب الخبرة اللازمة . ذلك ان الخسارة امر مكتوب على كل مبتدئ في هذا العمل وعليه ان يتقبلها كجزﺀ لا مفر منه وكمرحلة لا بد منها ان هو شاﺀ سلوك هذا الطريق ٠