ان تأخرت في إجراء صفقة بيعا أم شراء ، ورأيت السوق يجري في الاتجاه الذي قدرته له ؛ فإياك ان تلطم وجهك ، وتلعن نفسك ، بل قل : لا نصيب فيها ، خيرها بغيرها . وإياك ثم إياك ان تجري وراء السوق ، فتشتري بسعر عال ما كان عليك ان تشتريه بالرخيص . واعلم ، انك ان فعلت ذلك ، وأصبت مرة ، فلا بد لصفقتك أن تخيب أكثر من مرة . فيستعيد منك السوق أضعاف ما يكون قد أعطاك إياه في خطة كهذه . إذن لا تنسى : لا للركض وراء السوق . وإن انت عقدت صفقة ، بيعا او شراء . ادرس هدفها جيدا ، وادرس موقع وقفها جيدا . وحذار ، ان خانك التقدير واقترب السوق من علامة وقفك ، أن تسعى الى إلغائه أو إبعاده ، إلا في حالات جدّ استثنائية ، تخفى عن المتعامل الغُرّ ، ويعرفها ذو الخبرة والمراس . فانت ان هربت من السوق خطوة ، فلن يكون من السهل عليك ان تسمح له بافتراس صيدك من بين يديك بسعر أغلى مما كنت قد خططت له في الاصل . لذلك ستعمد الى الهرب منه خطوة ثانية ، فثالثة ، فرابعة . ثم تتعب من الهرب فاذا بك تقع بين قدميه ، فيأخذ منك عنوة ما رفضت أن تعطيه إياه عن طيبة خاطر ، ويرتد راجعا تاركا إياك فريسة مشاعر الندم والحيرة . وهكذا تكون الحقيقة قد صحت : لا تجرِ وراء السوق ، ولا تهرب أمامه . بل وفه حقه ، يوفك حقك . أعطه ما له عليك ، يعطك ما لك عليه .
لماذا يرتفع السوق ؟ ولماذا ينخفض ؟
انت تشتري سهما كثرت حوله توصيات الشراء . الكل يتحدث عنه . او تشتري عملة ، او عقد ذهب ، او نفط ، او غير ذلك . الكل يوصي بالشراء . وضع السهم يدعو الى الإطمئنان . هو من الثبات بحيث يجعل الشاري متعلقا بمشاعر الامل . هكذا سهم لا يمكن ان يخسر . يقول الجميع . نعم قد لا يخسر . ولكن هل تريد ان توظف أموالك بقصد ان لا تخسر ؟ ام هدفك ان تربح ؟
ببساطة السهم او العملة او اية سلعة تعرض ، لا يمكن ان يرتفع ثمنها ان كثرت التوصيات بشرائها . ولا يمكن ان ينخفض ثمنها ان كثرت التوصيات ببيعها . السعر يرتفع وينخفض تبعا لمقولة واحدة وحقيقة واحدة . ان كثر الشارون يرتفع السعر . وان كثر البائعون ينخفض . هنا مكمن السر . لا تشتر سلعة بناء على أمل مزروع في نفسك بان السلعة سيرتفع ثمنها . او بناء على امل مزروع في نفس غيرك وهو يمرره لك . وان فعلت فان سعر السهم قد يرتفع في مخيلتك فقط وينخفض في البورصة .
بورصة انفو: الموقع الرائد لأخبار الذهب ، العملات ، البورصات. مع تحليلات