إسمع ما أقول، إفعل ما تريد. |
إسمع ما أقول، إفعل ما تريد. حادثتني نفسي فحادثتها. قالت فأصغيت. قلت فأنصتت …!
– أنا أملكُ ذهبا، سأشتري المزيدَ من الذهب… كم أملك ذهبا؟ كم سأشتري ذهبا؟ لا تسأليني عن سرّي . لن أبوحَ به. هو بكل الأحوال لن يفيدَكِ بشيء… سأشتري المزيدَ من الذهب إن هَوَت أسعارُه. سأشتري أيضا وأيضا ان ارتفعت أسعارُه… أسعارُ الذهب سترتفعُ ( يوما ) ( برأيي) فتبلغَ ال 2000$ للأونصة الواحدة.
– متى سنشتري الذهبَ ؟ بالأسعار الحالية ؟ 750$ للأونصة؟ أم ننتظرُأسعارا على حدود ال 500$ ؟
– نشتري؟ ننتظر؟ أحمقاءُ لهذه الدرجة؟ أنا سأشتري. سأشتري لي. لي وحدي.
– وهل انخفاضُه الى 500$ ممكن؟ مرجح؟
– هو ممكن، ولن أقول مرجح. أودّ تحاشي لعناتِ من قد يفوتهم القطار… طالما اني سأحتفظ بالذهب لكونه ( في يوم ما ) سيعانق ال 2000$، فالفارق زهيد بين سعرَي ال 750 و 500 $ للأونصة . ( برأيي طبعا ) … أرجو أن أكونَ من الذكاءِ، ومن الشجاعةِ، ومن القدرةِ، ومن اليقظةِ بحيثُ أقوى على شراءِ ما يرضي جشعي، إن رأيتُ ال 500$ سعرا للأونصة .
– وإلا ؟
– وإلا، سأجدُ نفسي مضطرا، ولو حزينا، لشرائه لاحقا بأسعار تفوق ال 1000 دولار.
– وهل ستشتري بكل أموالي ذهبا؟
– أموالكِ؟ بل هي أموالي أنا… سيكون ضربا من الجنون لو فعلت. أنصح نفسي بشراء ما لا يزيد عن 10 او 15 % ، من أموالي أنا. أنا.
– تنصحُ نفسَكَ؟ يعني انت تنصحُني أنا . أنا نفسُكَ.
– أنت ِ نفسي دوما … إلا إن تعلّق الأمر بالذهب… حينها أصيرُ أنا نفسي. أو تصيرُ نفسي أناي… – أو لم تقل يوما إن الذهبَ هو الملجأ الآمن هروبا من التضخم وليس من الإنكماش؟ أليست عساكرُ التضخم حاليا الى تراجع، وجحافلُ الإنكماش الى تقدم؟
– قلتها. ولا زلت أعتقدُها . ولكن، هَبِ أني على حق. من قال إن التضخمَ سيتأخرُ كثيرا في عودته؟
وحارت نفسي من ألغاز نفسي. أو هي تعبت من أنانيتي… فكفّت عن السؤال، ولم يعُدْ من شيء يستوجبُ الجواب.
أما أنا، فرجوتُ أن تدفعَ الظروفُ المعدنَ الاصفر اللماعَ الى أعتابِ ال 500$ . وعندها، أجمّعَ كلّ ما أمكنني من شجاعةٍ، وإقدامٍ، وتصميمٍ، ( وكل ما قدّرني الله من رأسمال ) فأشتريَ منهُ ما شاء الله لي أن أشتري.
أحبّ أن أحادثَ نفسي.
هي أفضلُ مَن يؤنسُني في وحشتي.
هي دوما تسكتُ في نهاية المطاف، فأكونُ أنا على حق. هذا يُرضي أنايَ ، يريحُني.
أنا أحادث نفسي. أنتَ غيرُ معني بالحديث… إلا إذا شئت.
إقرأ ما أراه، إفعل ما تراه.
|