وُجّهت الثلاثاء دعوات للحكومة البريطانية تطالبها بفرض إغلاق تام جديد لاحتواء فيروس كورونا، وذلك بعدما تعرّضت لانتقادات بسبب تجاهلها توصيات الخبراء العلميين قبل ثلاثة أسابيع بتشديد القيود لكبح تسارع وتيرة الإصابات.
وطالب رئيس حزب العمال المعارض كير ستارمر بإغلاق لمدة أسبوعين أو ثلاثة “لكسر الحلقة” وإبطاء وتيرة الإصابات، وقال إن الحكومة “فقدت السيطرة” على الوباء بتجاهلها اقتراحات خبراء علميين طالبوا في 21 أيلول/سبتمبر بتدابير صارمة.
وأمام البرلمان قال وزير الصحة مات هانكوك إن الحكومة لم تقم بأي تحرّك بشأن معظم بنود قائمة مصغّرة من تدابير اقترحتها اللجنة العلمية يمكن تطبيقها لاحتواء الفيروس، بما في ذلك إغلاق البلاد بشكل تام، لأنها كانت تأخذ في الاعتبار التداعيات الاقتصادية إلى جانب التأثيرات الصحية.
وقبيل جلسة للتصويت على حزمة جديدة من القيود التي أعلنها رئيس الوزراء بوريس جونسون الإثنين، قال الوزير “نتّخذ قرارات نسترشد فيها بالعلم، ونأخذ في الحسبان مختلف الاعتبارات”.
وكان جونسون قد كشف في وقت سابق عن نظام إنذار من ثلاثة مستويات، يصنف مناطق إنكلترا بحسب معدلات الإصابة، بهدف تسهيل الشبكة المعقدة من الضوابط المحلية.
وكانت مدينة ليفربول في شمال غرب إنكلترا أول منطقة يتم تصنيفها على أنها “عالية الخطورة” بموجب النظام الجديد. وسيفرض فيها حظر على الاختلاط بين سكان المنازل في الداخل كما ستغلق حاناتها اعتبارا من الأربعاء ولغاية أربعة أسابيع على الأقل.
وفي مؤتمر صحافي في مقر الحكومة قال كبير المستشارين الطبيين في إنكلترا كريس ويتي وبجانبه جونسون إنه “ليس على ثقة” في أن التدابير الأخيرة التي أعلنها رئيس الوزراء يمكن أن توقف المسار التصاعدي للوباء.
وأعلنت بريطانيا الثلاثاء تسجيل 143 وفاة إضافية بكوفيد-19، وهذه هي المرة الأولى التي تتخطى فيها حصيلة وفيات الوباء عتبة المئة منذ تموز/يوليو. كذلك أعلنت تسجيل 17 ألفا و234 إصابة إضافية.
وحضّ ويتي المسؤولين المحليين في المناطق الأكثر تضررا بالفيروس على بذل المزيد من الجهود.
وقال ويتي “لست على ثقة، ولا أحد على ثقة بأن مقترحات المستويات الثلاثة بالنسبة للمعدلات الأعلى … في حال تطبيق القواعد الأساسية فقط ولا أكثر منها، ستكون كافية للسيطرة على الوضع”.
وأضاف “هناك الكثير من المرونة في نظام المستويات الثلاثة بالنسبة للسلطات المحلية … كي تقوم بأكثر مما هو أساسي لأن الأساس لن يكون كافيا”.
وعرضت المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية لحالات الطوارئ (سيج) على الوزراء لائحة مصغرة لتدابير مواجهة الفيروس في 21 أيلول/سبتمبر “لتطبيقها على الفور”.
ومن تلك التدابير إغلاق حانات ومطاعم ومقاه ونواد رياضية وخدمات شخصية مثل صالونات تصفيف الشعر، ومنع العائلات التي لا تسكن في منزل واحد من الاختلاط في منازل، وأن تقدم الجامعات والكليات التعليم على الانترنت.
لكن جونسون أخذ بتوصية واحدة من بين التوصيات الخمس، وحض الناس على العمل من منازلهم.
والثلاثاء قال المتحدث باسمه إن المجموعة توصي بأخذ التداعيات الاقتصادية في الاعتبار لأي تدبير والأضرار المرتبطة به، وقال “هذا تحديدا ما فعله رئيس الوزراء، والمستشار، والزملاء.
وتابع “التدخلات التي قمنا بها تحقق نتائج”.
لكن رئيس حزب العمال وجّه انتقادات لجونسون، وقال إن فرض إغلاق شامل جديد يشكل فرصة “لتصحيح بعض الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة”.
وتابع “إذا اتّبعنا العلم وكسرنا الحلقة يمكن أن نضع هذا الفيروس تحت السيطرة. إن لم نفعل ذلك، قد نجد أنفسنا في فصل شتاء كئيب”.
وبريطانيا أكثر الدولة الأوروبية تضررا من جائحة كوفيد-19 مع حصيلة وفيات تتخطى 43 ألفا، كما أن عدد المرضى في المستشفيات أعلى مما كان عليه لدى فرض الإغلاق في 23 آذار/مارس.