حسب ما نشره موقع “ذا ول ستريت جورنال” The wall street journal، يصنّف البنك الدولي أزمة لبنان على أنها أسوأ من أزمة اليونان التي حصلت في العام 2008، وتسببت في تشريد عشرات الآلاف من الأشخاص، كما تسببت في سنوات من الاضطرابات الاجتماعية، وأشد حدة من أزمة عام 2001 في الأرجنتين، والتي أثارت أيضًا اضطرابات واسعة النطاق”.
ونظرًا لحدّة الأزمة، قال البنك الدولي إن البلاد يمكن أن تحتل المرتبة التالية مباشرة بعد تشيلي التي استغرقت 16 عامًا للتعافي من انهيارها عام 1926، وإسبانيا خلال حربها الأهلية في الثلاثينيات والتي كلفتها 26 عامًا. وقدر البنك أن لبنان قد يستغرق ما بين 12 و19 عامًا للتعافي”.
ووفق ما نُشِر، فقد بلغ عبء ديون لبنان 92 مليار دولار في 2020 مقارنة مع 417 مليارًا لليونان في العام نفسه. ومع ذلك، كان للأزمة تأثير مضاعف في الشرق الأوسط، فقد أودعت البنوك اليمنية أكثر من 240 مليون دولار في لبنان اعتبارًا من عام 2019، وحُرمت حكومة إقليم كردستان في العراق من عائدات النفط المتوقفة الآن.
وأشار الموقع أنه يمكن إرجاع أصل أزمة لبنان إلى نظامه المصرفي الذي انزلق إلى الإفلاس في عام 2019 عندما انهارت سياسة البلاد المتمثلة في ربط عملتها بالدولار الأميركي. وبعد سنوات من فقدان مصادر الدولارات التي استخدمها لبنان لدعم عملته، أغلقت البنوك أبوابها لمدة أسبوعين خلال موجة من الاحتجاجات. جاء الإغلاق بنتائج عكسية، مما دفع البنوك إلى التهافت، والتي أدت بعد ذلك إلى إغلاق حسابات المودعين.
وأضاف الموقع أنه بحلول كانون الأول الماضي، ارتفع معدل البطالة في لبنان إلى ما يقرب من 40 بالمئة، وفقًا للبنك الدولي. الحد الأدنى للأجور الشهري الذي كان يبلغ حوالى 450 دولارًا هو الآن حوالى 35 دولارًا. يقول العديد من أفراد الطبقة الوسطى إنهم قطعوا اللحوم والأسماك والدجاج من وجباتهم الغذائية. ما يقرب من نصف اللبنانيين، أو 49 بالمئة، قلقون بشأن الحصول على طعام كافٍ، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.
بالتوازي، حذر قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، من أن جنوده يعانون من الجوع. للمساعدة في جمع الأموال للمؤسسة التي تساعد على تماسك البلاد، بدأت القوات المسلحة الشهر الماضي في تقديم جولات جوية على طائرات هليكوبتر عسكرية مقابل 150 دولارًا للفرد، وفقًا لموقع القوات المسلحة على الإنترنت.
أيضًا، المغتربون اللبنانيون الذين يسافرون إلى بلادهم يضعون في حقائبهم أجهزة استنشاق الأسبرين والربو التي لا يستطيع الأقارب العثور عليها داخل لبنان.
وعلى مستوى الأطباء، غادر البلاد ما يصل إلى 1200 طبيب منذ العام الماضي، حسب نقيب الأطباء في لبنان شرف أبو شرف. فيما المستشفيات تعاني من نزيف الموظفين حتى في الوقت الذي يكافح فيه لبنان جائحة كورونا.