صراع من نوع آخر بين أميركا والصين !

سباق الألف ميل.. يتنافس أبطاله على تكريس أسمائهم ضمن الأفضل حول العالم.. ولطالما الألقاب للأقوى فلا بد من ذكر اسم الولايات المتحدة والصين على سباق تقلد الميداليات… حيث اعتدنا مؤخرا رؤية المطاردة الشرسة من بكين لواشنطن بهدف اصطياد مكانة عرش أكبر اقتصاد حول العالم.. ولكن هذه المرة السباق ينتقل إلى أروقة طوكيو من خلال الأولمبياد وهو أحد أضخم الأحداث الرياضية الذي تأجل عام بسبب جائحة كورونا… لينتقل السباق من اقتصادي إلى رياضي…

الصين والتي حضرت مفاجئة من العيار الثقيل في عام 2008 وذلك عندما استدرجت الولايات المتحدة لأراضيها بإقامتها الأولمبياد في بكين والتي استثمرت ما يزيدعن 40 مليار $ لإقامة هذا الحدث وتطوير البلاد…الأمر الذي أدخل الصين في مرحلة إثبات الذات لشعبها وللعالم بأجمعه بأنها قادرة على كسر هيمنة الولايات المتحدة ومنع واشنطن من التفوق عليها في عقر دارها…… حيث اعتبرت بكين التفوق على أميركا هو أمر وطني وليس رياضي فقط .

وعلى الرغم من الاستثمار المالي الضخم إلا أن مخطط بكين تكلل بالنجاح وذلك بتسجيلها 48 ميدالية ذهبية مقابل 36 لواشنطن ولتكسر بذلك هيمنة أميركا على الأولمبياد بأعداد الميداليات الذهبية والتي امتدت لأكثر من 12 عاما.. علما أن الصين حققت فقط 5 ميداليات ذهبية في 1988 لتعود بعد عقدين وتتوج بأكثر دولة حاصلة على الميداليات الذهبية

وانتقالا إلى أولمبياد طوكيو.. وبعد 13 عاما تعود الصين مجددا لتكون ندا قويا في سباقها مع الولايات المتحدة من حيث أعداد الميداليات الذهبية ولتؤكد على أن مطاردتها لأميركا لن تقتصر على الشق الاقتصادي فقط إنما على جميع الجبهات….

ولا يمكن أن نتحدث عن الأولمبياد الحالية ولا نذكر الاستقبال المرتقب في 2022 من بكين للأولمبياد الشتوية لتؤكد أن السباق في الحلبات الرياضية هو أمر تنظر له السلطات بعناية…

وعلى العالم أن يبقى متيقظا لصحوة التنين الصيني خلال السنوات القادمة والذي لطالما أبهر العالم بتحويل أعداده البشرية الهائلة من حيث الأرقام إلى مصدر أساسي في نموه