أحد أعظم قادة أوروبا .. تغادر الحكم !

26 من سبتمبر 2021 .تاريخ لن ينساه الألمانيون، فألمانيا بشقيها الشرقي والغربي حزينة لانتهاء حقبة حكم أنغيلا ميركل، مستشارة ألمانيا لمدة 16 عاما

ميركل قبطانة ألمانيا تغادر الحكم ويدها ناصعة البياض للإرث العظيم الذي خلفته لمن سيتولى الحكم من بعدها.

وشتان بين قائد يغادر سدة الحكم ووطنه عامر بالانجازات ويتمتع بقوة اقتصادية، وبين قائد لا يبرح كرسيه إلا بانقلاب عسكري أو ثورة شعبية ووطنه غارق بالفساد وضياع ثرواته البشرية والطبيعية.

ولأن لكل قاعدة استثناء، كانت ميركل بماضيها قبل حاضرها الاستثناء في تاريخ أوروبا بشكل عام وألمانيا على وجه الخصوص

فالطفلة التي ولدت عام 1954 في هامبورغ عاشت حياة قاسية، اضطرت فيها للتخلي عن حلمها بأن تصبح معلمة، فدرست الفيزياء وعملت نادلة في أحد الحانات

ليبدأ مشوارها السياسي في مطلع الثمانينات مسيرة من الكفاح والنضال اوصلتها لتتسلم مفاتيح قيادة ألمانيا.

وطوال تلك الحقبة جسدت أنغيلا شعارها قولا وفعلا بأن الحياة دون أزمات سهلة، لكن عندما تكون الأزمات ماثلة لا بد من مواجهتها.

الزعيمة الألمانية واجهت خمس أزمات كبرى، من الأزمة المالية عام 2008 إلى وباء كوفيد-19، مروراً بإنقاذ اليورو وتدفق اللاجئين السوريين والعراقيين في العام 2015 والاحترار المناخي.

16 عاما من العمل دون كلل او ملل تحديات عدة، تغلبت عليهم قبطانة ألمانيا.

وجهت مقودها وابحرت في عالم من الأزمات، فكانت بمختبراتها ترسم سياسة بلادها، وبحنكتها ورصانتها تفننت في إدارة بلادها فكانت معلمة وفيزيائية وحكيمة اقتصادية أخرجت رجل اوروبا المريض من العناية المشددة ووضعته بمحاذاة كبار زعماء العالم سياسيا واقتصاديا.

أنغيلا بوجهها المبتسم دائما وتسريحة شعرها الكلاسيكية التي لازمتها طوال فترة حكمها، استقبلت وودعت العديد من زعماء العالم ومن دون تكلف اعتادت ان تطل على شعبها وعلى العالم بمظهر بسيط وأنيق لا مكان فيه لاستعراض أطواق الذهب والألماس والساعات الفاخرة.

فإنجازاتها لا تقدر بثمن وكنزها ارث ملموس موزع على شعبها بكافة أطيافه بعدالة، وساعتها الثمينة هي 10 دقائق من التصفيق الحار المتواصل لما انجزته خلال فترة حكمها.