زعماء مجموعة العشرين يختتمون قمتهم دون جديد يذكر في ملف المناخ

وافق زعماء دول مجموعة العشرين على بيان يوم الأحد، في ختام قمتهم، يحث على اتخاذ إجراءات “هادفة وفعالة” لقصر الزيادة في درجة حرارة الأرض على 1.5 درجة مئوية لكنه لم يتضمن التزاما بإجراءات ملموسة تذكر في نتيجة مخيبة للآمال لنشطاء المناخ.

والنتيجة التي تمخضت عنها مفاوضات صعبة أجراها دبلوماسيون على مدى أيام تترك الكثير من العمل المطلوب لإنجازه في قمة أوسع نطاقا تعقدها الأمم المتحدة للمناخ في اسكتلندا وهي قمة (كوب26) حيث من المقرر أن يتوجه إليها أغلب زعماء المجموعة مباشرة من روما حيث عقدوا قمتهم.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الأحد إن النتائج التي تمخضت عنها قمة مجموعة العشرين جعلته يشعر بخيبة أمل لكنها لم تبدد آماله. وكان قد حذر يوم الجمعة من أن العالم يتجه مسرعا صوب كارثة مناخية.

وكتب على تويتر يقول “على الرغم من أنني أرحب بتكرار مجموعة العشرين لالتزامها بالحلول العالمية إلا أنني أغادر روما دون تحقيق ما كنت أصبو إليه من آمال وإن كانت لم تتبدد بعد”.

وأضاف قائلا “سنتوجه للقمة في جلاسجو لنبقي على هدف 1.5 درجة وللوفاء بتعهدات متعلقة بالتمويل ومواجهة المخاطر من أجل الناس والكوكب”.

وتسهم مجموعة العشرين، التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة، بما يقدر بنحو 80 في المئة من انبعاثات الكربون التي يقول العلماء إنه يجب تخفيضها بشدة لتفادي حدوث كارثة مناخية.

ويقول خبراء الأمم المتحدة إن من الضروري وضع حد لارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وهو ما يُنظر إليه على أنه الحد الأقصى لتجنب تغيرات مناخية مأساوية مثل موجات الجفاف الحادة والعواصف والفيضانات ولتحقيقه يوصون بالقضاء على الانبعاثات الضارة تماما بحلول عام 2050.

وقال فريدريك رودر نائب رئيس مجموعة جلوبال ستيزن للتنمية المستدامة “كانت تلك هي اللحظة الي يجب أن تتحرك فيها مجموعة العشرين بمسؤولية لأنها تضم الدول التي تتسبب في أكبر كمية من الانبعاثات الضارة لكننا لم نر سوى نصف إجراءات بدلا من تحرك عاجل وملموس”.

وأشار البيان الختامي إلى أن الخطط الوطنية الحالية حول كيفية الحد من الانبعاثات الضارة سيتعين تعزيزها “إذا لزم الأمر”، ولم يشر تحديدا إلى عام 2050 المستهدف لتحقيق صافي الانبعاثات الكربونية الصفري.

وقال البيان “ندرك أن تأثيرات تغير المناخ عند 1.5 درجة مئوية أقل بكثير من درجتين مئويتين. وسيتطلب تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية إجراءات هادفة وفعالة والتزاما من جميع الدول”.

* عواقب عدم التحرك

أقر القادة فقط “بالأهمية الأساسية” لوقف الانبعاثات الضارة “بحلول أو في حدود منتصف القرن” وأزالت الجملة بذلك من البيان الختامي تاريخ 2050 الذي كان موجودا في مسودات سابقة للبيان مما جعل هذا الهدف أقل تحديدا.

وحددت الصين، أكبر دولة تخرج منها انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، تاريخ القضاء على الانبعاثات بأنه 2060 بينما قالت دول أخرى تنبعث منها كميات ضخمة من الملوثات مثل الهند وروسيا أنها ستلتزم بتاريخ 2050.

ويقول خبراء الأمم المتحدة إنه حتى لو تم الالتزام الكامل بتنفيذ الخطط الوطنية الحالية للحد من الانبعاثات، فإن العالم يتجه نحو ارتفاع لدرجة الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية بما سيكون له عواقب وخيمة.

وأشاد رئيس الوزراء الإيطالي، رئيس قمة مجموعة العشرين، ماريو دراجي باتفاق روما ورفض الانتقادات من نشطاء المناخ بأن ما توصلوا له لم يكن كافيا.

وقال دراجي في مؤتمر صحفي “رأينا دولا تحجم تماما عن السير على النهج الذي اقترحناه حتى أيام قليلة مضت ثم عدلوا موقفهم”.

وأضاف “قدم زعماء مجموعة العشرين تعهدات كبيرة… من السهل اقتراح أشياء صعبة.. يكون من الصعب للغاية تنفيذها فعليا”.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الاتفاق هو مؤشر جيد لقمة كوب26.

لكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قال إن الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمعالجة تغير المناخ والتي تعود إلى عشرات السنين قد تبوء بالفشل إذا لم تنجح مفاوضات الأمم المتحدة في جلاسجو باسكتلندا.

وقال جونسون للصحفيين بعد قمة مجموعة العشرين وقبل التوجه إلى جلاسجو “الدول الأكثر مسؤولية عن الانبعاثات الهائلة والراهنة لم تقم بعد بالعمل الذي يتعين عليها القيام به”.

وأضاف “إذا كنا نرغب في الحيلولة دون فشل كوب26 فيجب أن‭‭ ‬‬نتخذ سلوكا مغايرا ويجب أن أكون واضحا في القول إنه إذا فشلت قمة جلاسجو فسوف تبوء العملية كلها بالفشل”.

 

وتضمن البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين تعهدا بوقف تمويل مشروعات توليد الطاقة بالفحم في الخارج بنهاية هذا العام لكنه لم يحدد وقتا للتوقف نهائيا عن توليد الكهرباء من الفحم ووعد فقط بتحقيق ذلك “في أسرع وقت ممكن”.

وسيبدأ زعماء العالم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ يوم الإثنين بإلقاء خطب لمدة يومين يمكن أن تشمل بعض التعهدات الجديدة بخفض الانبعاثات، قبل أن يبدأ المفاوضون الفنيون مناقشات صعبة حول قواعد اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.